نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 622
177 - حاشا قريشا ، فإن الله فضلهم على البرية بالاسلام والدين وقول المصنف : " ولا تصحب ما " معناه أن " حاشا " مثل " خلا " في أنها تنصب ما بعدها أو تجره ، ولكن لا تتقدم عليهما " ما " كما تتقدم على " خلا " ، فلا تقول : " قام القوم ما حاشا زيدا " ، وهذا الذي ذكره هو الكثير ، وقد صحبتها " ما " قليلا ، ففي مسند أبي أمية الطرسوسي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أسامة أحب الناس إلي ما حاشا فاطمة " [1] . .
177 - هذا البيت من كلام الفرزدق همام بن غالب . الاعراب : " حاشا " فعل ماض دال على الاستثناء ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود على البعض المفهوم من الكل السابق " قريشا " مفعول به لحاشا " فإن " الفاء للتعليل ، إن : حرف توكيد ونصب " الله " اسم إن " فضلهم " فضل : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الله ، هم : مفعول به لفضل ، والجملة من فضل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر " إن " " على البرية ، بالاسلام " جاران ومجروران متعلقان بفضل " والدين " عطف على الاسلام . الشاهد فيه : قوله " حاشا قريشا " فإنه استعمل " حاشا " فعلا ، ونصب به ما بعده . [1] توهم النحاة أن قوله " ما حاشا فاطمة " من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعلوا " حاشا " استثنائية ، واستدلوا به على أن حاشا الاستثنائية يجوز أن تدخل عليها ما ، وذلك غير متعين ، بل يجوز أن يكون هذا الكلام من كلام الراوي يعقب به على قول الرسول صلى الله عليه وسلم " أسامة أحب الناس إلي " يريد الراوي بذلك أن يبين أنه عليه الصلاة والسلام لم يستثن أحدا من أهل بيته لا فاطمة ولا غيرها ، فما : نافية ، وحاشى : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى النبي ، وفاطمة : مفعول به ، وليست حاشا هذه هي الاستثنائية ، بل هي فعل متصرف تام تكتب ألفه ياء لكونها رابعة ، ومضارعه هو الذي ورد في قول النابغة الذبياني : ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه وما أحاشي من الأقوام من أحد والفرق بين حاشا الاستثنائية وهذا الفعل من ستة أوجه ، الأول : أن الاستثنائية تكون حرفا وتكون فعلا ، وهذه لا تكون إلا فعلا ، والثاني أن الاستثنائية إن كانت فعلا غير متصرفة ، وهذه متصرفة ، الثالث أن فاعل الاستثنائية مستتر وجوبا ، وهذه كغيرها من الأفعال ماضيها فاعله مستتر جوازا ، والرابع أن ألف الاستثنائية تكتب ألفا ، وهذه تكتب ألفها ياء ، والخامس : أن الاستثنائية يتعين فيها أن تكون من كلام صاحب الكلام الأول السابق عليها ، وهذه ليست كذلك ، بل لو تكلم بها صاحب الكلام الأول لقال : ما أحاشي ، أو قال : ما حاشيت ، كما قال النابغة الذبياني " وما أحاشي " السادس : أن " ما " التي تسبق الاستثنائية مصدرية أو زائدة ، وأما التي تسبق هذه فهي نافية ، فاعرف ذلك وكن حريصا عليه ، والله ينفعك به .
622
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 622