responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 551


تقدم أنه إذا أعمل أحد العاملين في الظاهر وأهمل الآخر عنه أعمل في ضميره ، ويلزم الاضمار إن كان مطلوب الفعل مما يلزم ذكره : كالفاعل ، أو نائبه ، ولا فرق في وجوب الاضمار - حينئذ - بين أن يكون المهمل الأول أو الثاني ، فتقول : " يحسنان ويسئ ابناك ، ويحسن ويسيئان ابناك " .
وذكر هنا أنه إذا كان مطلوب الفعل المهمل غير مرفوع فلا يخلو : إما أن يكون عمدة في الأصل - وهو مفعول " ظن " وأخواتها ، لأنه مبتدأ في الأصل أو خبر ، وهو المراد بقوله : " إن يكن هو الخبر " - أولا ، فإن لم يكن كذلك :
فإما أن يكون الطالب له هو الأول ، أو الثاني ، فإن كان الأول لم يجز الاضمار ، فتقول " ضربت وضربني زيد ، ومررت ومر بي زيد " ولا تضمر فلا تقول : " ضربته وضربني زيد " ولا " مررت به ومر بي زيد " وقد جاء في الشعر ، كقوله :
160 - إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب جهارا فكن في الغيب أحفظ للعهد وألغ أحاديث الوشاة ، فقلما يحاول واش غير هجران ذي ود


160 - البيتان من الشواهد التي لم نقف لأحد على نسبتها لقائل معين . اللغة : " جهارا " بزنة كتاب - أي عيانا ومشاهدة ، وتقول : رأيته جهرا وجهارا وكلمت فلانا جهرا وجهارا . وجهر فلان بالقول جهرا ، كل ذلك في معنى العلن ، قال الله تعالى : ( وأسروا قولكم أو اجهروا به ) وقال الأخفش في قوله تعالى : ( حتى نرى الله جهرة ) أي عيانا يكشف عنا ما بيننا وبينه " الغيب " أصله ما استتر عنك ولم تره ، ويريد به ههنا ما لم يكن الصاحب حاضرا " أحفظ للعهد " يروى في مكانه " أحفظ للود " والود بضم الواو في المشهور ، وقد تكسر الواو ، أو تفتح - المحبة " ألغ " يريد لا تجعل لكلام الوشاة سبيلا إلى قلبك " الوشاة " جمع واش ، وهو الذي ينقل إليك الكلام عن خلانك وأحبائك بقصد إفساد ما بينكم من أواصر المحبة " يحاول " هو مضارع من المحاولة ، وأصلها إرادة الشئ بحيلة . المعنى : إذا كانت بينك وبين أحد صداقة ، وكان كل واحد منكما يعمل في العلن على إرضاء صاحبه ، فتمسك بأواصر هذه المحبة في حال غيبة صديقك عنك ، ولا تقبل في شأنه أقوال الوشاة ، فإنهم إنما يريدون إفساد هذه الصداقة وتعكير صفوها . الاعراب : " إذا " ظرف زمان تضمن معنى الشرط ، مبني على السكون في محل نصب " كنت " كان : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير المخاطب اسمه ، وجملة " ترضيه " من الفعل مع فاعله المستتر ومفعوله في محل نصب خبر كان ، والجملة من كان ومعموليها في محل جر بإضافة إذا إليها ، وهي جملة الشرط " ويرضيك " فعل ومفعول به " صاحب " فاعل يرضيك ، وجملة يرضيك وفاعله ومفعوله في محل نصب معطوفة على جملة ترضيه التي قبلها " جهارا " منصوب على الظرفية تنازعه كل من الفعلين السابقين " فكن " الفاء لربط الجواب بالشرط ، كن : فعل أمر ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " في الغيب " جار ومجرور متعلق بمحذوف حال " أحفظ " خبر كن " للعهد " جار ومجرور متعلق بأحفظ . الشاهد فيه : قوله " ترضيه ويرضيك صاحب " فقد تقدم في هذه العبارة عاملان - وهما " ترضي " و " يرضي " - وتأخر عنهما معمول واحد - وهو قوله " صاحب " - وقد تنازع كل من " ترضي " و " يرضي " ذلك الاسم الذي بعدهما وهو " صاحب " والأول يطلبه مفعولا به ، والثاني يطلبه فاعلا ، وقد أعمل الشاعر فيه الثاني وأعمل الأول في ضميره الذي هو الهاء ، والجمهور يرون أنه كان يجب على الشاعر ألا يعمل الأول في الضمير ، لان هذا الضمير فضلة يستغنى الكلام عنه ، وذكر الضمير مع العامل الأول يترتب عليه الاضمار قبل الذكر ، والاضمار قبل الذكر لا يجوز ، وقد ارتكبه الشاعر ، من غير ضرورة ملجئة إلى ارتكاب هذا المحظور ، فإنهم إنما أجازوا في هذا الباب - الاضمار قبل الذكر ، إذا كان الضمير فاعلا ، مثلا ، لأنه لا يستغنى الكلام عنه ، ولا يجوز حذفه ، والضرورة يجب أن تتقدر بقدرها ، ومنهم من منع الاضمار قبل الذكر مطلقا .

551

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست