responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 528


هذا هو الذي تقدم أنه القسم الرابع ، وهو ما يجوز فيه الأمران ويختار الرفع ، وذلك : كل اسم لم يوجد معه ما يوجب نصبه ، ولا ما يوجب رفعه ، ولا ما يرجح نصبه ، ولا ما يجوز فيه الامرين على السواء ، وذلك نحو " زيد ضربته " فيجوز رفع " زيد " ونصبه ، والمختار رفعه ، لان عدم الاضمار أرجح من الاضمار ، وزعم بعضهم أنه لا يجوز النصب ، لما فيه من كلفة الاضمار ، وليس بشئ ، فقد نقله سيبويه وغيره من أئمة العربية ، وهو كثير ، وأنشد أبو السعادات ابن الشجري في أماليه على النصب قوله :
158 - فارسا ما غادروه ملحما غير زميل ولا نكس وكل ومنه قوله تعالى : ( جنات عدن يدخلونها ) بكسر تاء " جنات " .
* * * .


158 - البيت لامرأة من بني الحارث بن كعب ، وهو أول ثلاثة أبيات اختارها أبو تمام في ديوان الحماسة ( انظر شرح التبريزي 3 - 121 بتحقيقنا ) ونسبها قوم إلى علقمة بن عبدة ، وليس ذلك بشئ ، وبعد بيت الشاهد قولها : لو يشا طار به ذو ميعة * لاحق الآطال نهد ذو خصل غير أن البأس منه شيمة * وصروف الدهر تجري بالأجل اللغة : " فارسا " هذه الكلمة تروى بالرفع وبالنصب ، وممن رواها بالرفع أبو تمام في ديوان الحماسة ، وممن رواها بالنصب أبو السعادات ابن الشجري كما قال الشارح " ما " زائدة " غادروه " تركوه في مكانه ، وسمي الغدير غديرا لأنه جزء من الماء يتركه السيل ، فهو فعيل بمعنى مفعول في الأصل . ثم نقل إلى الاسمية " ملحم " بزنة المفعول : الذي ينشب في الحرب فلا يجد له مخلصا " الزميل " بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا : الضعيف الجبان " النكس " بكسر أوله وسكون ثانيه : الضعيف الذي يقصر عن النجدة وعن غاية المجد والكرم " الوكل " بزنة كتف - الذي يكل أمره إلى غيره عجزا " لو يشا - إلخ " معناه أنه لو شاء النجاة لأنجاه فرس له نشاط وسرعة جرى وحدة ، والنهد : الغليظ ، والخصل : جمع خصلة ، وهي ما يتدلى من أطراف العشر " غير أن البأس - إلخ " الشيمة : الطبيعة والسجية والخليقة ، وصروف الدهر : أحواله وأهواله وأحداثه وغيره ونوازله ، واحدها صرف . الاعراب : " فارسا " مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وتقدير الكلام : غادروا فارسا " ما " حرف زائد لقصد التفخيم ، ويجوز أن يكون اسما نكرة بمعنى عظيم ، فهو حينئذ نعت لفارس " غادروه " فعل وفاعل ومفعول به " ملحما " حال من الضمير المنصوب في غادروه ، ويقال : مفعول ثان ، وليس بذاك " غير " حال ثان ، وغير مضاف و " زميل " مضاف إليه " ولا نكس " الواو عاطفة ، ولا : زائدة لتأكيد النفي ، ونكس : معطوف على زميل " وكل " صفة لنكس . الشاهد فيه : قوله " فارسا ما غادروه " حيث نصب الاسم السابق ، وهو قوله " فارسا " المشتغل عنه ، بفعل محذوف يفسره المذكور بعده ، ولا مرجح للنصب في هذا الموضع ولا موجب له ، فلما نصب " فارسا " مع خلو الكلام مما يوجب النصب أو يرجحه دل على أن النصب حينئذ جائز ، وليس ممتنعا .

528

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست