نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 432
تقدم أن هذه الأفعال قسمان ، أحدهما : أفعال القلوب ، والثاني : أفعال التحويل . فأما أفعال القلوب فتنقسم إلى : متصرفة ، وغير متصرفة . فالمتصرفة : ما عدا " هب ، وتعلم " فيستعمل منها الماضي ، نحو " ظننت زيدا قائما " وغير الماضي - وهو المضارع ، نحو " أظن زيدا قائما " والامر ، نحو " ظن زيدا قائما " واسم الفاعل ، ونحو " أنا ظان زيدا قائما " واسم المفعول ، نحو " زيد مظنون أبوه قائما " فأبوه : هو المفعول الأول ، ارتفع لقيامه مقام الفاعل ، و " قائما " المفعول الثاني ، والمصدر ، نحو " عجبت من ظنك زيدا قائما " - ويثبت لها كلها من العمل وغيره ما ثبت للماضي . وغير المتصرف اثنان - وهما : هب ، وتعلم ، بمعنى اعلم - فلا يستعمل منهما إلا صيغة الامر ، كقوله : تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر [ 120 ] [1] وقوله : فقلت : أجرني أبا مالك * وإلا فهبني امرأ هالكا [ 126 ] [2] واختصت القلبية المتصرفة بالتعليق والالغاء [3] ، فالتعليق هو : ترك العمل .
[1] ارجع إلى شرح هذا البيت في ( ص 420 ) وهو الشاهد 12 ؟ . [2] قد شرحنا هذا الشاهد آنفا ، فارجع إليه في ( ص 427 ) وهو الشاهد 126 . [3] هذه العبارة موهمة " أن التعليق والالغاء لا يجري واحد منهما في غير أفعال القلوب إلا ما استثناه ، وليس كذلك ، بل يجري التعليق في أنواع من الأفعال سنذكرها لك فيما بعد ، وعلى هذا يكون معنى كلام الناظم والشارح أن الالغاء والتعليق معا مما يختص بأفعال القلوب دون جميع ما عداها من الأفعال ، وهذا لا ينافي أن واحدا منهما بمفرده قد يجري في غير أفعال هذا الباب ، وهو التعليق . ثم إن التعليق يجري في أربعة أنواع من الفعل : ( الأول ) كل فعل شك لا ترجيح فيه لأحد الجانبين على الآخر ، نحو : شككت أزيد عندك أم عمرو ، ونسيت أإبراهيم مسافر أم خالد ، وترددت أكان معي خالد أمس أم لم يكن ( والثاني ) كل فعل يدل على العلم ، نحو : تبينت أصادق أنت أم كاذب ، واتضح لي أمجتهد أنت أم مقصر ( النوع الثالث ) كل فعل يطلب به العلم نحو : فكرت أتقيم أم تسافر ، وامتحنت عليا أيصبر أم يجزع ، وبلوت إبراهيم أيشكر الصنيعة أم يكفرها ، وسألت أتزورنا غدا أم لا ، واستفهمت أمقيم أنت أم راحل ( الرابع ) كل فعل من أفعال الحواس الخمس ، نحو : لمست ، وأبصرت ، واستمعت ، وشممت ، وذقت .
432
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 432