نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 427
ومثال " جعل " قوله تعالى : ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ) . وقيد المصنف " جعل " بكونها بمعنى اعتقد احترازا من " جعل " التي بمعنى " صير " فإنها من أفعال التحويل ، لا من أفعال القلوب . ومثال " هب " قوله : 126 - فقلت : أجرني أبا مالك * ، وإلا فهبني امرأ هالكا .
126 - البيت لابن همام السلولي . اللغة : " أجرني " اتخذني لك جارا تدفع عنه وتحميه ، هذا أصله ، ثم أريد منه لازم ذلك ، وهو الغياث والدفاع والحماية " أبا مالك " يروى في مكانه " أبا خالد " " هبني " أي عدني وأحسبني . المعنى : فقلت أغثني يا أبا مالك ، فإن لم تفعل فظن أني رجل من الهالكين . الاعراب : " فقلت " فعل وفاعل " أجرني " أجر : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به لأجر " أبا " منادى بحرف نداء محذوف ، وأبا مضاف ، و " مالك " مضاف إليه " وإلا " هي إن الشرطية مدغمة في لا النافية ، وفعل الشرط محذوف يدل عليه ما قبله من الكلام ، وتقديره : وإن لا تفعل ، مثلا " فهبني " الفاء واقعة في جواب الشرط ، هب : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والنون للوقاية ، والياء مفعول أول " امرأ " مفعول ثان لهب " هالكا " نعت لامرئ . الشاهد فيه : قوله " فهبني امرأ " فإن " هب " فيه بمعنى فعل الظن ، وقد نصب مفعولين ، أحدهما ياء المتكلم ، وثانيهما قوله " امرأ " على ما أوضحناه في الاعراب . واعلم أن " هب " بهذا المعنى فعل جامد لا يتصرف ، فلا يجئ منه ماض ولا مضارع ، بل هو ملازم لصيغة الامر ، فإن كان من الهبة وهي التفضل بما ينفع الموهوب له كان متصرفا تام التصرف ، قال الله تعالى : ( ووهبنا له إسحاق ) وقال سبحانه : ( يهب لمن يشاء إناثا ) وقال : ( هب لي حكما ) . واعلم أيضا أن الغالب على " هب " أن يتعدى إلى مفعولين صريحين كما في البيت الشاهد ، وقد يدخل على " أن " المؤكدة ومعموليها ، فزعم ابن سيده والجرمي أنه لحن ، وقال الاثبات من العلماء المحققين : ليس لحنا ، لأنه واقع في فصيح العربية ، وقد روى ( . ) ؟ حديث عمر " هب أن أبانا كان حمارا " ، وهو مع فصاحته قليل .
427
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 427