نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 422
و " ظننت زيدا صاحبك " وقد تستعمل لليقين كقوله تعالى : ( وظنوا ألا ملجأ من الله إلا إليه ) و " حسبت زيدا صاحبك " وقد تستعمل لليقين ، كقوله : 122 - حسبت التقى والجود خير تجارة رباحا ، إذا ما المرء أصبح ثاقلا .
122 - هذا البيت للبيد بن ربيعة العامري ، من قصيدة طويلة عدتها اثنان وتسعون بيتا ، وأولها قوله : كبيشة حلت بعد عهدك عاقلا * وكانت له خبلا على النأي خابلا تربعت الاشراف ثم تصيفت * حساء البطاح وانتجعن المسايلا اللغة : " كبيشة " على زنة التصغير اسم امرأة " عاقلا " بالعين المهملة والقاف : اسم جبل ، قال ياقوت : " الذي يقتضيه الاشتقاق أن يكون عاقل اسم جبل ، والاشعار التي قيلت فيه بالوادي أشبه ، ويجوز أن يكون الوادي منسوبا إلى الجبل ، لكونه من لحفه " اه " خبلا " الخبل : فساد العقل ، ويروى " وكانت له شغلا على النأي شاغلا " وقوله " تربعت الاشراف " معناه : نزلت به في وقت الربيع ، والاشراف : اسم موضع ، ولم يذكره ياقوت " تصيفت حساء البطاح " نزلت به زمان الصيف ، وحساء البطاح : منزل لبني يربوع ، وهو بضم باء البطاح كما قال ياقوت ، ووهم العيني في ضبطه بكسر الباء لظنه أنه جمع بطحاء " رباحا " بفتح الراء الربح " ثاقلا " ميتا ، لان البدن يكون خفيفا ما دامت الروح فيه ، فإذا فارقته ثقل . المعنى : لقد أيقنت أن أكثر شئ ربحا إذا أتجر فيه الانسان إنما هو تقوى الله تعالى والجود ، وإنه ليعرف الربح إذا مات ، حيث يرى جزاء عمله حاضرا عنده . الاعراب : " حسبت " فعل وفاعل " التقى " مفعول أول " والجود " معطوف على التقى " خير " مفعول ثان لحسبت ، وخير مضاف ، و " تجارة " مضاف إليه " رباحا " تمييز " إذا " ظرف لما يستقبل من الزمان " ما " زائدة " المرء " اسم لأصبح محذوفة تفسرها المذكورة بعد ، وخبرها محذوف أيضا ، والتقدير إذا أصبح المرء ثاقلا ، والجملة من أصبح المحذوفة ومعموليها في محل جر بإضافة " إذا " إليها " أصبح " فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المرء " ثاقلا " خبر أصبح ، وهذه الجملة لا محل لها مفسرة . الشاهد فيه : قوله " حسبت التقى خبر تجارة إلخ " حيث استعمل الشاعر فيه " حسبت " بمعنى علمت ، ونصب به مفعولين ، أولهما قوله " التقى " وثانيهما قوله " خير تجارة " على ما بيناه في الاعراب .
422
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 422