نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 418
ومثال " علم " " علمت زيدا أخاك " وقول الشاعر : 118 - علمتك الباذل المعروف ، فانبعثت إليك بي واجفات الشوق والأمل .
118 - هذا البيت من الشواهد التي لم ينسبوها لقائل معين . اللغة : " الباذل " اسم فاعل من البذل ، وهو الجود والاعطاء ، وفعله من باب نصر " المعروف " اسم جامع لكل ما هو من خيري الدنيا والآخرة ، وفي الحديث " صنائع المعروف تقى مصارع السوء " ، " فانبعثت " ثارت ومضت ذاهبة في طريقها " واجفات " أراد بها دواعي الشوق وأسبابه التي بعثته على الذهاب إليه ، وهي جمع واجفة ، وهي مؤنث اسم فاعل من الوجيف ، وهو ضرب من السير السريع ، وتقول : وجف البعير يجف وجفا - بوزان وعد يعد وعدا - ووجيفا ، إذا سار ، وقد أوجفه صاحبه ، وفي الكتاب العزيز ( فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) . الاعراب : " علمتك " فعل وفاعل ومفعول أول " الباذل " مفعول ثان لعلم " المعروف " يجوز جره بالإضافة ، ويجوز نصبه على أنه مفعول به للباذل " فانبعثت " الفاء عاطفة ، وانبعث : فعل ماض ، والتاء للتأنيث " إليك ، بي " كل منهما جار ومجرور متعلق بانبعث " واجفات " فاعل بانبعث ، وواجفات مضاف و " الشوق " مضاف إليه " والأمل " معطوف على الشوق . الشاهد فيه : قوله " علمتك الباذل . إلخ ) فإن علم في هذه العبارة فعل دال على اليقين ، وقد نصب به مفعولين : أحدهما الكاف ، والثاني قوله الباذل ، على ما بيناه في الاعراب . والذي يدل على أن " علم " في هذا البيت بمعنى اليقين أن المقصود مدح المخاطب واستجداؤه ، وذلك يستدعي أن يكون مراده إني أيقنت بأنك جواد كريم تعطي من سألك ، فلهذا أسرعت إليك مؤملا جدواك . وقد تأتي " علم " بمعنى ظن ، ويمثل لها العلماء بقوله تعالى : ( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ) . وهي - إذا كانت بمعنى اليقين أو الظن - تتعدى إلى مفعولين . وقد تأتي بمعنى عرف فتتعدى الواحد ، وقد تأتي بمعنى صار أعلم أي مشقوق الشفة العليا فلا تتعدى أصلا .
418
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 418