responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 391


أي : " وكأن قد زالت " فاسم " كأن " في هذه الأمثلة محذوف ، وهو ضمير الشأن ، والتقدير " كأنه زيد قائم ، وكأنه لم تغن بالأمس ، وكأنه قد زالت " والجملة التي بعدها خبر عنها ، وهذا معنى قوله : " فنوي منصوبها " وأشار بقوله " وثابتا أيضا روي " إلى أنه قد روي إثبات منصوبها ، ولكنه قليل ، ومنه قوله :
108 - وصدر مشرق النحر * كأن ثدييه حقان


108 - هذا الشاهد أحد الأبيات التي استشهد بها سيبويه ( ج 1 ص 281 ) ولم ينسبوها . اللغة : " وصدر " قد روى سيبويه في مكان هذه الكلمة " ووجه " وروى غيره في مكانها " ونحر " وعلى هاتين الروايتين تكون الهاء في قوله " ثدييه " عائدة إلى " وجه " أو " نحر " بتقدير مضاف ، وأصل الكلام : كأن ثديي صاحبه ، فحذف المضاف وهو الصاحب وأقام المضاف إليه مقامه " مشرق اللون " مضئ لأنه ناصع البياض ، وهذا هو الثابت ، وقد رواه الشارح كما ترى " حقان " تثنية حقة ، وحذفت التاء التي في المفرد من التثنية كما حذفت في تثنية " خصية ، وألية " فقالوا : خصيان ، وأليان ، هكذا قالوا ، وليس هذا الكلام بشئ ، بل حقان تثنية حق بضم الحاء وبدون تاء وقد ورد في فصيح شعر العرب بغير تاء ، ومن ذلك قول عمرو بن كلثوم التغلبي : وصدرا مثل حق العاج رخصا * حصانا من أكف اللامسينا والعرب تشبه الثديين بحق العاج كما في بيت الشاهد وكما في بيت عمرو ، ووجه التشبيه أنهما مكتنزان ناهدان . الاعراب : " وصدر " بعضهم يرويه بالرفع فهو مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : ولها صدر ، والأكثرون على روايته بالجر ، فالواو واو رب ، وصدر : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد " مشرق " صفة لصدر ، ومشرق مضاف و " اللون " مضاف إليه " كأن " مخففة من الثقيلة " ثدييه " ثديي : اسمها ، وثديي مضاف والضمير مضاف إليه " حقان " خبر كأن ، ومن روى " ثدياه حقان " وهي الرواية التي أنشدنا البيت عليها في تعليقة سبقت قريبا ( ص 390 ) فهي جملة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر كأن ، واسمها محذوف ، والتقدير : كأنه - أي الحال والشأن - ثدياه حقان ، وجملة كأن واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ ، وقد ذكر الشارح - رحمه الله ! - الروايتين جميعا ، وبين وجه كل واحدة منهما بما لا يخرج عما ذكرناه . الشاهد فيه : قوله " كأن ثدييه حقان " حيث روى بنصب " ثدييه " بالياء المفتوح ما قبلها : على أنه اسم " كأن " المخففة من الثقيلة ، وهذا قليل ، بالنظر إلى حذف اسمها ومجئ خبرها جملة ، ولهذا يروى برفع ثدييه على ما ذكرناه في إعراب البيت ، فيكون البيت على هذه الرواية جاريا على الكثير الغالب . ولا داعي لما أجازه الشارح على رواية " كأن ثدياه " من أن يكون " ثدياه " اسم كأن أتى به الشاعر على لغة من يلزم المثنى الألف ، فإن في ذلك شيئين كل واحد منهما خلاف الأصل ، أحدهما : أن مجئ المثنى في الأحوال كلها بالألف لغة مهجورة قديمة لبعض العرب . ثانيهما : أن فيه حمل البيت على القليل النادر - وهو ذكر اسم كأن - مع إمكان حمله على الكثير المشهور ، والذي يتعين على المعربين ألا يحملوا الكلام على وجه ضعيف متى أمكن حمله على وجه صحيح راجح .

391

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست