نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 265
أي : لا أبرح منتطقا مجيدا ، أي : صاحب نطاق وجواد ، ما أدام الله قومي ، وعنى بذلك أنه لا يزال مستغنيا ما بقي له قومه ، وهذا أحسن ما حمل عليه البيت . ومثال شبه النفي - والمراد به النهي - كقولك : " لا تزل قائما " ومنه قوله : 61 - صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت * ، فنسيانه ضلال مبين والدعاء ، كقولك : " لا يزال الله محسنا إليك " ، وقول الشاعر : .
تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى تكونه واعلم أن شروط جواز حذف حرف النفي مطلقا ثلاثة : الأول : أن يكون هذا الحرف " لا " دون سائر أخواته من حروف النفي . الثاني : أن يكون المنفى به مضارعا كما في الآية ، وكما في قول امرئ القيس : فقلت : يمين الله أبرح قاعدا * ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي وقول عبد الله بن قيس الرقيات : والله أبرح في مقدمة * أهدي الجيوش علي شكتيه حتى أفجعهم بإخوتهم * وأسوق نسوتهم بنسوتيه وقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي : تالله أنسى حبها * حياتنا أو أقبرا وقول نصيب من مرثية له في أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان : تالله أنسى مصيبتي أبدا * ما أسمعتني حنينها الإبل الثالث : أن يكون ذلك في القسم كما في الآية الكريمة من سورة يوسف ، وبيت امرئ القيس ، وبيت عبد الله بن قيس الرقيات ، وبيت عمر ، وبيت نصيب ، وشذ الحذف بدون القسم كما في بيت خداش ، وبيت خليفة بن براز . 61 - البيت من الشواهد التي لا يعرف قائلها . المعنى : يا صاحبي اجتهد ، واستعد للموت ، ولا تنس ذكره ، فإن نسيانه ضلال ظاهر . الاعراب : " صاح " مناد حذفت منه ياء النداء ، وهو مرخم ترخيما غير قياسي ، لأنه نكرة ، والقياس ألا يرخم مما ليس آخره تاء إلا العلم " شمر " فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " ولا " الواو عاطفة ، لا : ناهية " تزل " فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف النهي ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " ذاكر " خبر تزل ، وذاكر مضاف ، و " الموت " مضاف إليه " فنسيانه " الفاء حرف دال على التعليل ، نسيان : مبتدأ ، ونسيان مضاف والهاء العائدة إلى الموت مضاف إليه " ضلال " خبر المبتدأ " مبين " نعت لضلال . الشاهد فيه : قوله " ولا تزل ذاكر الموت " حيث أجرى فيه مضارع " زال " مجرى " كان " في العمل ، لكونها مسبوقة بحرف النهي ، والنهي شبيه بالنفي .
265
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 265