responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 226


الرابع والعشرون : أن تكون بعد " كم " الخبرية ، نحو قوله :
48 - كم عمة لك يا جرير وخالة * فدعاء قد حلبت علي عشاري .


48 - البيت للفرزدق بهجو جريرا ، وقبله قوله : كم من أب لي يا جرير كأنه * قمر المجرة أو سراج نهار ورث المكارم كابرا عن كابر * ضخم الدسيعة كل يوم فخار اللغة : " المجرة " باب السماء ، وقيل : هي الطريق التي تسير منها الكواكب " الدسيعة " الجفنة ، أو المائدة الكبيرة ، وضخامتها : كناية عن الكرم ، لان ذلك يدل على كثرة الأكلة الذين يلتفون حولها " فدعاء " هي المرأة التي اعوجت إصبعها من كثرة حلبها ، ويقال : الفدعاء هي التي أصاب رجلها الفدع من كثرة مشيها وراء الإبل ، والفدع : زيغ في القدم بينها وبين الساق ، وقال ابن فارس : الفدع اعوجاج في المفاصل كأنها قد زالت عن أماكنها " عشاري " العشار : جمع عشراء - بضم العين المهملة وفتح الشين - وهي الناقة التي أتى عليها من وضعها عشرة أشهر ، وفي التنزيل الكريم : ( وإذا العشار عطلت ) . الاعراب : " كم " يجوز أن تكون استفهامية ، وأن تكون خبرية " عمة " يجوز فيها وفي " خالة " المعطوفة عليها الحركات الثلاث : أما الجر فعلى أن " كم " خبرية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة " حلبت " وعمة : تمييز لها ، وتمييز كم الخبرية مجرور كما هو معلوم ، وخالة : معطوف عليها ، وأما النصب فعلى أن " كم " استفهامية في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة " حلبت " أيضا ، وعمة : تمييز لها ، وتمييز كم الاستفهامية منصوب كما هو معلوم ، وخالة معطوف عليها ، وأما الرفع فعلى أن كم خبرية أو استفهامية في محل نصب ظرف متعلق بحلبت أو مفعول مطلق عامله " حلبت " الآتي ، وعلى هذين يكون قوله " عمة " مبتدأ ، وقوله " لك " جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت له ، وجملة " قد حلبت " في محل رفع خبره ، وتمييز " كم " على هذا الوجه محذوف ، وهي - على ما عرفت - يجوز أن تكون خبرية فيقدر تمييزها مجرورا ، ويجوز أن تكون استفهامية فيقدر تمييزها منصوبا ، و " فدعاء " صفة لخالة ، وقد حذف صفة لعمة مماثلة لها كما حذف صفة لخالة مماثلة لصفة عمة ، وأصل الكلام قبل الحذفين " كم عمة لك فدعاء ، وكم خالة لك فدعاء " فحذف من الأول كلمة فدعاء وأثبتها في الثاني ، وحذف من الثاني كلمة لك وأثبتها في الأول ، فحذف من كل مثل الذي أثبته في الآخر ، وهذا ضرب من البديع يسميه أهل البلاغة " الاحتباك " . الشاهد فيه : قوله " عمة " على رواية الرفع حيث وقعت مبتدأ - مع كونها نكرة لوقوعها بعد " كم " الخبرية ، كذا قال الشارح العلامة ، وأنت خبير بعد ما ذكرناه لك في الاعراب أن " عمة " على أي الوجوه موصوفة بمتعلق الجار والمجرور وهو قوله " لك " وبفدعاء المحذوف الذي يرشد إليه وصف خالة به ، وعلى هذا لا يكون المسوغ في هذا البيت وقوع النكرة بعد " كم " الخبرية ، وإنما هو وصف النكرة ، وبحثت عن شاهد فيه الابتداء بالنكرة بعد كم الخبرية ، ولا مسوغ فيه سوى ذلك ، فلم أوفق للعثور عليه .

226

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست