نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 222
السابع عشر : أن تكون معطوفة على معرفة ، نحو : " زيد ورجل قائمان " . الثامن عشر : أن تكون معطوفة على وصف ، نحو : " تميمي ورجل في الدار " . التاسع عشر : أن يعطف عليها موصوف ، نحو : " رجل وامرأة طويلة في الدار " . العشرون : أن تكون مبهمة ، كقول امرئ القيس : 46 - مرسعة بين أرساغه * به عسم يبتغي أرنبا .
46 - اتفق الرواة على أن هذا البيت لشاعر اسمه امرؤ القيس ، كما قاله الشارح العلامة ، لكن اختلفوا فيما وراء ذلك ، فقيل : لامرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر المشهور ، وقال أبو القاسم الكندي : ليس ذلك بصحيح ، بل هو لامرئ القيس ابن مالك الحميري ، لكن الثابت في نسخة ديوان امرئ القيس بن حجر الكندي - برواية أبي عبيدة والأصمعي وأبي حاتم والزيادي ، وفيما رواه الأعلم الشنتمري من القصائد المختارة - نسبة هذا البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي ، وقال السيد المرتضى في شرح القاموس ، نقلا عن العباب ، ما نصه : " هو لامرئ القيس بن مالك الحميري ، كما قاله الآمدي ، وليس لابن حجر كما وقع في دواوين شعره ، وهو موجود في أشعار حمير " اه ، ومهما يكن من شئ فقد روى الرواة قبل بيت الشاهد قوله : أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا اللغة : " بوهة " هو بضم الباء - الرجل الضعيف الطائش ، وقيل : هو الأحمق " عقيقته " العقيقة الشعر الذي يولد به الطفل " أحسبا " الأحسب من الرجال : الرجل الذي ابيضت جلدته . وقال القتيبي : أراد بقوله " عليه عقيقته " أنه لا يتنظف ، وقال أبو علي : معناه أنه لم يعق عنه في صغره فما زال حتى كبر وشابت معه عقيقته " مرسعة " هي التميمة يعلقها مخافة العطب على طرف الساعد فيما بين الكوع والكرسوع ، وقيل : هي مثل المعاذة ، وكان الرجل من جهلة العرب يشد في يده أو رجله حرزا لدفع العين أو مخافة أن يموت أو يصيبه بلاء " بين أرساغه " الأرساغ جمع رسغ - بوزن قفل - يعني أنه يجعلها في هذا المكان ، ويروى " بين أرباقه " والأرباق : جمع ربق - بكسر فسكون - وهو الحبل فيه عدة عرى ، ومعناه أنه يجعل تميمته في حبال " عسم " اعوجاج في الرسغ ويبس " أرنبا " حيوان معروف ، وإنما طلب الأرنب دون الظباء ونحوها لما كانت تزعمه العرب من أن الجن تجتنبها ، فمن اتخذ كعبها تميمة لم يقربه جن ، ولم يؤذه سحر ، كذا كانوا يزعمون وأراد أنه جبان شديد الخوف . المعنى : يخاطب هندا أخته - فيما ذكر الرواة - ويقول لها : لا تتزوجي رجلا من جهلة العرب : يضع التمائم ، ويقعد عن الخروج للحروب ، وفي رسغه اعوجاج ويبس ، لا يبحث إلا عن الأرانب ليتخذ كعوبها تمائم جبنا وفرقا . الاعراب : " مرسعة " مبتدأ " بين " ظرف منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، وبين مضاف وأرساغ من " أرساغه " مضاف إليه ، وأرساغ مضاف والضمير مضاف إليه ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب نعت لبوهة في البيت السابق ، والرابط بين جملة الصفة والموصوف هو الضمير المجرور محلا بالإضافة في قوله أرساغه " به " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم " عسم " مبتدأ مؤخر ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة ثانية لبوهة " يبتغي " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى بوهة ، وجملة الفعل وفاعله في محل نصب صفة لبوهة أيضا " أرنبا " مفعول به ليبتغي ، فقد وصف البوهة في هذين البيتين بخمس صفات : الأولى قوله " عليه عقيقة " والثانية قوله " أحسبا " والثالثة جملة " مرسعة بين أرساغه " ، والرابعة جملة " به عسم " ، والخامسة جملة " يبتغي أرنبا " . الشاهد فيه : قوله " مرسعة " فإنها نكرة وقعت مبتدأ ، وقد سوغ الابتداء بها إبهامها ، ومعنى ذلك أن المتكلم قصد الابهام بهذه النكرة ، ولم يكن له غرض في البيان والتعيين أن تقليل الشيوع ، وأنت خبير بأن الابهام قد يكون من مقاصد البلغاء ألا ترى أنه لا يريد مرسعة دون مرسعة ، وهذا معنى قصد الابهام الذي ذكره الشارح . واعلم أن الاستشهاد بهذا البيت لا يتم إلا على رواية مرسعة بتشديد السين مفتوحة ، وبرفعها وتفسيرها بما ذكرنا ، وقد رويت بتشديد السين مكسورة ، ومعناها الرجل الذي فسد موق عينه ، وعلى هذا تروى بالرفع والنصب ، فرفعها على أنها خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : هو مرسعة ، أي البوهة السابق مرسعة ، ونصبها على أنها صفة لبوهة في البيت السابق من باب الوصف بالمفرد ، ولا شاهد في البيت لما نحن فيه الآن على إحدى هاتين الروايتين .
222
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 222