نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 179
ذكر المصنف في هذين البيتين أن الألف واللام تأتي زائدة ، وهي - في زيادتها - على قسمين : لازمة ، وغير لازمة . ثم مثل الزائدة اللازمة ب " اللات " [1] وهو اسم صنم كان بمكة ، وب " الآن " وهو ظرف زمان مبني على الفتح [2] ، واختلف في الألف واللام الداخلة عليه ، .
[1] مثل اللات كل علم قارنت " أل " وضعه لمعناه العلمي ، سواء أكان مرتجلا أم كان منقولا ، فمثال المرتجل من الاعلام التي فيها " أل " وقد قارنت وضعه : السموأل ، وهو اسم شاعر جاهلي مشهور يضرب به المثل في الوفاء ، ومثال المنقول من الاعلام التي فيها " أل " وقد قارنت وضعه للعلمية أيضا : العزى ، وهو في الأصل مؤنث الأعز وصف من العزة ، ثم سمى به صنم أو شجرة كانت غطفان تعبدها ، ومنه اللات ، وهو في الأصل اسم فاعل من لت السويق بلته ، ثم سمى به صنم ، وأصله بتشديد التاء ، فلما سمى به خففت تاؤه ، لان الاعلام كثيرا ما يغير فيها ، ومنه " اليسع " فإن أصله فعل مضارع ماضيه وسع ثم سمى به . [2] أكثر النحاة على أن " الآن " مبني على الفتح ، ثم اختلفوا في سبب بنائه ؟ فذهب قوم إلى أن علة بنائه تضمنه معنى " أل " الحضورية ، وهذا الرأي هو الذي نقله الشارح عن المصنف وجماعة ، وهؤلاء يقولون : إن " أل " الموجودة فيه زائدة ، وبناؤه لتضمنه معنى " أل " أخرى غير موجودة ، ونظير ذلك بناء " الأمس " في قول نصيب بن رباح : وإني وقفت اليوم والأمس قبله ببابك حتى كادت الشمس تغرب فإنهم جعلوا بناءه في هذا وما أشبهه لتضمنه معنى " أل " غير الموجودة فيه ، وهذا عجيب منهم ، لأنهم ألغوا الموجود ، واعتبروا المعدوم ، وقال قوم : بني " الآن " لضمنه معنى الإشارة ، فإنه بمعنى هذا الوقت ، وهذا قول الزجاج ، وقيل : بني " الآن " لشبهه بالحرف شبها جموديا ، ألا ترى أنه لا يثنى ولا يجمع ولا يصغر ؟ بخلاف غيره من أسماء الزمان كحين ووقت وزمن وساعة ، ومن الناس من يقول : الآن اسم إشارة إلى الزمان ، كما أن هنا اسم إشارة إلى المكان ، فبناؤه على هذا لتضمنه معنى كان حقه أن يؤدى بالحرف ، ومن النحاة من ذهب إلى أنه معرب ، وأنه ملازم للنصب على الظرفية وقد يخرج عنها إلى الجر بمن ، فيقال : سأحالفك من الآن ، بالجر ، ويقول صاحب النكت : " وهذا قول لا يمكن القدح فيه ، وهو الراجح عندي ، والقول ببنائه لا توجد له علة صحيحة " اه .
179
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 179