نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 157
30 - ما أنت بالحكم الترضي حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل .
30 - هذا البيت للفرزدق ، من أبيات له يهجو بها رجلا من بني عذرة ، وكان هذا الرجل العذري قد دخل على عبد الملك بن مروان يمدحه ، وكان جرير والفرزدق والأخطل عنده ، والرجل لا يعرفهم ، فعرفه بهم عبد الملك ، فعاعتم العذري أن قال : فحيا الاله أبا حزرة * وأرغم أنفك يا أخطل وجد الفرزدق أتعس به * ودق خياشيمه الجندل و " أبو حزرة " : كنية جرير ، و " أرغم أنفك " : يدعو عليه بالذل والمهانة حتى يلصق أنفه بالرغام وهو التراب و " الجد " الحظ والبخت ، وفي قوله " وجد الفرزدق أتعس به " دليل على أنه يجوز أن يقع خبر المبتدأ جملة إنشائية ، وهو مذهب الجمهور ، وخالف فيه ابن الأنباري ، وسنذكر في ذلك بحثا في باب المبتدأ والخبر فأجابه الفرزدق ببيتين ثانيهما بيت الشاهد ، والذي قبله قوله : يا أرغم الله أنفا أنت حامله * يا ذا الخنى ومقال الزور والخطل اللغة : " الخنى " - بزنة الفتى - هو الفحش ، و " الخطل " - بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة - هو المنطق الفاسد المضطرب ، والتفحش فيه " الحكم " - بالتحريك - الذي يحكمه الخصمان كي يقضي بينهما ، ويفصل في خصومتهما " الأصيل " ذو الحسب ، و " الجدل " شدة الخصومة . المعنى : يقول : لست أيها الرجل بالذي يرضاه الناس للفصل في أقضيتهم ، ولا أنت بذي حسب رفيع ، ولا أنت بصاحب عقل وتدبير سديد ، ولا أنت بصاحب جدل ، فكيف نرضاك حكما ؟ ! . الاعراب : " ما " نافية ، تعمل عمل ليس " أنت " اسمها " بالحكم " الباء زائدة الحكم : خبر ما النافية " الترضي " أل : موصول اسمي نعت للحكم ، مبني على السكون في محل جر " ترضى " فعل مضارع مبني للمجهول " حكومته " حكومة : نائب فاعل لترضى ، وحكومة مضاف والضمير مضاف إليه ، والجملة لا محل لها صلة الموصول " ولا " الواو حرف عطف ، لا : زائدة لتأكيد النفي " الأصيل " معطوف على الحكم " ولا " مثل السابق " ذي " معطوف على الحكم أيضا ، وذي مضاف و " الرأي " مضاف إليه ، " والجدل " معطوف على الرأي . الشاهد فيه : قوله " الترضي حكومته " حيث أنى بصلة " أل " جملة فعلية فعلها مضارع ، ومثله قول ذي الخرق الطهوي : يقول الخنى ، وأبغض العجم ناطقا * إلى ربنا صوت الحمار اليجدع فيستخرج اليربوع من نافقائه * ومن جحره بالشيخة اليتقصع
157
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 157