نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 105
16 - إذا قالت حذام فصدقوها * فإن القول ما قالت حذام * * * .
16 - هذا البيت قيل إنه لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية ، وقد جرى مجرى المثل ، وصار يضرب لكل من يعتد بكلامه ، ويتمسك بمقاله ، ولا يلتفت إلى ما يقول غيره ، وفي هذا جاء به الشارح ، وهو يريد أن سيبويه هو الرجل الذي يعتد بقوله ، ويعتبر نقله ، لأنه هو الذي شافه العرب ، وعنهم أخذ ، ومن ألسنتهم استمد . المفردات : " حذام " اسم امرأة ، زعم بعض أرباب الحواشي أنها الزباء ، وقال : وقيل غيرها ، ونقول : الذي عليه الأدباء أنها زرقاء اليمامة ، وهي امرأة من بنات لقمان بن عاد ، وكانت ملكة اليمامة ، واليمامة اسمها ، فسميت البلد باسمها ، زعموا أنها كانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام ، وهي التي يشير إليها النابغة الذبياني في قوله : واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت * إلى حمام سراع وارد الثمد قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا * إلى حمامتنا أو نصفه فقد الاعراب : " إذا " ظرف تضمن معنى الشرط " قالت " قال : فعل ماض ، والتاء للتأنيث " حذام " فاعل قال ، مبني على الكسر في محل رفع " فصدقوها " الفاء واقعة في جواب إذا ، وصدق : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل ، وها : مفعول به " فإن " الفاء للعطف ، وفيها معنى التعليل ، وإن : حرف توكيد ونصب " القول " اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة " ما " اسم موصول خبر إن ، مبني على السكون في محل رفع " قالت " قال : فعل ماض ، والتاء للتأنيث " حذام " فاعل قالت ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الاعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف ، أي ما قالته حذام . التمثيل به : قد جاء الشارح بهذا البيت وهو يزعم أن مذهب سيبويه أرجح مما ذهب إليه الناظم ، وكأنه أراد أن يعرف الحق بأن يكون منسوبا إلى عالم جليل كسيبويه ، وهي فكرة لا يجوز للعلماء أن يتمسكوا بها ، ثم إن الأرجح في المسألة ليس هو ما ذهب إليه سيبويه والجمهور ، بل الأرجح ما ذهب إليه ابن مالك ، والرماني ، وابن الطراوة من أن الاتصال أرجح في خبر كان وفي المفعول الثاني من معمولي ظن وأخواتها ، وذلك من قبل أن الاتصال في البابين أكثر ورودا عن العرب ، وقد ورد الاتصال في خبر " كان " في الحديث الذي رويناه لك ، وورد الاتصال في المفعول الثاني من باب ظن في القرآن الكريم فيما قد تلونا من الآيات ، ولم يرد في القرآن الانفصال في أحد البابين أصلا ، وبحسبك أن يكون الاتصال هو الطريق الذي استعمله القرآن الكريم باطراد .
105
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 105