نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 604
وهذا هو الاستثناء المفرغ [1] ولا يقع في كلام موجب [2] فلا تقول " ضربت إلا زيدا " . وألغ " إلا " ذات توكيد : كلا * تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا [3] إذا كررت " إلا " لقصد التوكيد لم تؤثر فيما دخلت عليه شيئا ، ولم تفد .
[1] يجوز تفريغ العامل المتقدم على إلا بالنظر إلى جميع المعمولات كالفاعل ونائبه والمفعول به ، ويستثنى من ذلك : المفعول معه ، والمصدر المؤكد لعامله ، والحال المؤكدة ، فلا يجوز أن تقول : ما سرت إلا والنيل ، ولا أن تقول : ما ضربت إلا ضربا ، ولا أن تقول : لا تعث إلا مفسدا ، وذلك لان الكلام مع هذه المثل ونحوها يتناقض صدره مع عجزه . [2] أطلق الشارح القول بعدم وقوع الاستثناء المفرغ في الكلام الموجب ، ولم يفرق بين أن يكون ما بعد إلا فضلة وأن يكون عمدة ، وللنحاة في هذا الموضوع مذهبان : أحدهما : أنه لا يقع بعد الايجاب مطلقا كما يقتضيه إطلاق الشارح ، وهو مذهب الجمهور ، واختاره الناظم ، والسر في ذلك أنك لو كنت تقول " ضربت إلا زيدا " لكان المعنى أنك ضربت جميع الناس إلا زيدا ، وهذا مستحيل ، وقيام قرينة تدل على أنك تريد بالناس جماعة مخصوصة ، أو أنك قصدت إلى المبالغة - بجعل الفعل الواقع على بعض الناس واقعا على كلهم ، تنزيلا لهذا البعض منزلة الكل ، لعدم الاعتداد بما عدا هذا البعض - أمر نادر ، فلا يجعل له حكم . والمذهب الثاني لابن الحاجب ، وخلاصته أنه يجوز وقوع الاستثناء بعد الايجاب بشرطين ، الأول : أن يكون ما بعد إلا فضلة ، والثاني : أن تحصل فائدة ، وذلك كقولك : قرأت إلا يوم الجمعة ، فإن كان عمدة أو لم تحصل فائدة لم يجز . [3] " وألغ " فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " إلا " قصد لفظه : مفعول به لألغ " ذات " حال من " إلا " ، وذات مضاف ، و " توكيد " مضاف إليه " كلا " الكاف جارة لقول محذوف ، لا : ناهية " تمرر " فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " بهم " جار ومجرور متعلق بتمرر " إلا " حرف استثناء " الفتى " مستثنى ، والمستثنى منه الضمير المجرور محلا بالباء " إلا " توكيد لإلا السابقة " العلا " بدل من " الفتى " ، بدل كل من كل .
604
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 604