responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 435


يجوز إلغاء هذه الأفعال المتصرفة إذا وقعت في غير الابتداء ، كما إذا وقعت وسطا ، نحو " زيد ظننت قائم " أو آخرا ، نحو " زيد قائم ظننت " [1] ، وإذا توسطت ، فقيل : الأعمال والالغاء سيان ، وقيل : الأعمال أحسن من الالغاء ، وإن تأخرت فالالغاء أحسن ، وإن تقدمت امتنع الالغاء عند البصريين ، فلا تقول : " ظننت زيد قائم " بل يجب الأعمال ، فتقول : " ظننت زيدا قائما " فإن جاء من لسان العرب ما يوهم إلغاءها متقدمة أول على إضمار ضمير الشأن ، كقوله :
129 - أرجو وآمل أن تدنو مودتها * وما إخال لدينا منك تنويل



[1] ظاهر هذه العبارة أن الالغاء جائز في كل حال ، ما دام العامل متوسطا أو متأخرا ، وليس كذلك ، بل للالغاء - مع ذلك - ثلاثة أحوال : حال يجب فيه ، وحال يمتنع فيه ، وحال يجوز فيه ، فأما الحال الذي يجب فيه الالغاء فله موضعان : أحدهما أن يكون العامل مصدرا مؤخرا نحو قولك : عمرو مسافر ظني ، فلا يجوز الأعمال ههنا ، لان المصدر لا يعمل متأخرا ، وثانيهما : أن يتقدم المعمول وتقترن به أداة تستوجب التصدير ، نحو قولك : لزيد قائم ظننت ، وأما الحال الذي يمتنع فيه الالغاء فله موضع واحد ، وهو : أن يكون العامل منفيا ، نحو قولك : زيدا قائما لم أظن ، فلا يجوز هنا أن تقول : زيد قائم لم أظن ، لئلا يتوهم أن صدر الكلام مثبت ، ويجوز الالغاء والأعمال فيما عدا ذلك . 129 - هذا البيت لكعب بن زهير بن أبي سلمى المزني ، من قصيدته التي يمدح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي مطلعها : بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ، * متيم إثرها ، لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلت إلا * أغن غضيض الطرف مكحول اللغة : " بانت " بعدت ، وفارقت " متبول " اسم مفعول من تبله الحب : أي أضناه وأسقمه " متيم " اسم مفعول من تيمه الحب بالتضعيف إذا ذلله وقهره وعبده " إثرها " بعدها ، وهو ظرف متعلق بمتيم " يفد " أصله من قولهم : فدى فلان الأسير يفديه فداء ، إذا دفع لآسريه جزاء إطلاقه " مكبول " اسم مفعول مأخوذ من قولهم : كبل فلان الأسير ، إذا وضع فيه الكبل ، وهو القيد " تدنو " تقرب " تنويل " عطاء . الاعراب : " أرجو " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا " وآمل " مثله " أن " مصدرية " تدنو " فعل مضارع منصوب بأن ، وسكنت الواو ضرورة " مودتها " مودة : فاعل تدنو ، ومودة مضاف وها : مضاف إليه " وما " نافية " إخال " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا " لدينا " لدى : ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم ، ولدى مضاف ونا مضاف إليه " منك " جار ومجرور متعلق بمحذوف حال صاحبه تنويل " تنويل " مبتدأ مؤخر ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول ثان لأخال ، والمفعول الأول ضمير شأن محذوف . الشاهد فيه : قوله " وما إخال لدينا منك تنويل " فإن ظاهره أنه ألغى " إخال " مع كونها متقدمة ، وليس هذا الظاهر مسلما ، فإن مفعولها الأول مفرد محذوف هو ضمير الشأن ومفعولها الثاني جملة " لدينا تنويل منك " كما قررناه في إعراب البيت . وهذا أحد توجيهات في البيت ، وهو الذي ذكره الشارح ، وفيه توجيه ثان ، وحاصله أن " ما " موصولة مبتدأ ، وقوله " تنويل " خبرها ، و " إخال " عاملة في مفعولين أحدهما ضمير غيبة محذوف ، وهو العائد على " ما " والثاني هو متعلق قوله " لدينا " والتقدير : والذي إخاله كائنا لدينا منك هو تنويل . وفيه توجيهات أخرى لا تتسع لها هذه العجالة .

435

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست