نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 15
والكلم : اسم جنس [1] واحده كلمة ، وهي : إما اسم ، وإما فعل ، وإما حرف ، لأنها إن دلت على معنى في نفسها غير مقترنة بزمان فهي الاسم ، وإن اقترنت بزمان فهي الفعل ، وإن لم تدل على معنى في نفسها بل في غيرها - فهي الحرف . والكلم : ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر ، كقولك : إن قام زيد . والكلمة : هي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد ، فقولنا " الموضوع لمعنى " أخرج المهمل كديز ، وقولنا " مفرد " أخرج الكلام ، فإنه موضوع لمعنى غير مفرد .
[1] اسم الجنس على نوعين : أحدهما يقال له اسم جنس جمعي ، والثاني يقال له اسم جنس إفرادي ، فأما اسم الجنس الجمعي فهو " ما يدل على أكثر من اثنين ، ويفرق بينه وبين واحده بالتاء " ، والتاء غالبا تكون في المفرد كبقرة وبقر وشجرة وشجر ، ومنه كلم وكلمة ، وربما كانت زيادة التاء في الدال على الجمع مثل كم ء للواحد وكمأة للكثير ، وهو نادر . وقد يكون الفرق بين الواحد والكثير بالياء ، كزنج وزنجي ، وروم ورومي ، فأما اسم الجنس الافرادي فهو " ما يصدق على الكثير والقليل واللفظ واحد " كماء وذهب وخل وزيت . فإن قلت : فإني أجد كثيرا من جموع التكسير يفرق بينها وبين مفردها بالتاء كما يفرق بين اسم الجنس الجمعي وواحده ، نحو قرى وواحدة قرية ، ومدى وواحدة مدية ، فبماذا أفرق بين اسم الجنس الجمعي وما كان على هذا الوجه من الجموع ؟ . فالجواب على ذلك أن تعلم أن بين النوعين اختلافا من وجهين ، الوجه الأول : أن الجمع لابد أن يكون على زنة معينة من زنات الجموع المحفوظة المعروفة ، فأما اسم الجنس الجمعي فلا يلزم فيه ذلك ، أفلا ترى أن بقرا وشجرا وثمرا لا يوافق زنة من زنات الجمع ! والوجه الثاني : أن الاستعمال العربي جرى على أن الضمير وما أشبهه يرجع إلى اسم الجنس الجمعي مذكرا كقول الله تعالى : ( إن البقر تشابه علينا ) وقوله جل شأنه : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) فأما الجمع فإن الاستعمال العربي جرى على أن يعود الضمير إليه مؤنثا ، كما تجد في قوله تعالى : ( لهم غرف من فوقها غرف مبنية ) وقوله سبحانه : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار ) ، وكقول الشاعر : في غرف الجنة العليا التي وجبت * لهم هناك بسعي كان مشكور
15
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 15