responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 115


وفي لدني لدني قل ، وفي قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي [1] أشار بهذا إلى أن الفصيح في " لدني " إثبات النون ، كقوله تعالى : ( قد بلغت من لدني عذرا ) ويقل حذفها ، كقراءة من قرأ ( من لدني ) بالتخفيف والكثير في " قد ، وقط " ثبوت النون ، نحو : قدني وقطني ، ويقل الحذف نحو : قدي وقطي ، أي حسبي ، وقد اجتمع الحذف والاثبات في قوله :
21 - قدني من نصر الخبيبين قدي [ ليس الامام بالشحيح الملحد ] * * * .



[1] " في لدني " جار ومجرور متعلق بقل " لدني " قصد لفظه : مبتدأ " قل " فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على لدني المخففة ، والجملة من قل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ " وفي قدني " جار ومجرور متعلق بيفي الآتي " وقطني " معطوف على قدني " الحذف " مبتدأ " أيضا " مفعول مطلق لفعل محذوف " قد " حرف تقليل " يفي " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الحذف ، والجملة من يفي وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو " الحذف " والجملة معطوفة على جملة المبتدأ والخبر السابقة . 21 - هذا البيت لأبي نخيلة حميد بن مالك الأرقط ، أحد شعراء عصر بني أمية ، من أرجوزة له يمدح بها الحجاج بن يوسف الثقفي ، ويعرض بعبد الله بن الزبير . اللغة : أراد بالخبيبين عبد الله بن الزبير - وكنيته أبو خبيب - ( ومصعبا أخاه ، وغلبه لشهرته ، ويروى " الخبيبين " - بصيغة الجمع - يريد أبا خبيب وشيعته ، ومعنى " قدني " حسبي وكفاني " ليس الامام إلخ " أراد بهذه الجملة التعريض بعبد الله بن الزبير ، لأنه كان قد نصب نفسه خليفة بعد موت معاوية بن يزيد ، وكان - مع ذلك - مبخلا لا تبض يده بعطاء . الاعراب : " قدني " قد : اسم بمعنى حسب مبتدأ ، مبني على السكون في محل رفع ، والنون للوقاية ، وقد مضاف والياء التي للمتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر " من نصر " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، ونصر مضاف و " الخبيبين " مضاف إليه " قدى " يجوز أن يكون قد هنا اسم فعل ، وقد جعله ابن هشام اسم فعل مضارع بمعنى يكفيني ، وجعله غيره اسم فعل ماض بمعنى كفاني ، وجعله آخرون اسم فعل أمر بمعنى ليكفني ، وهذا رأي ضعيف جدا ، وياء المتكلم على هذه الآراء مفعول به ، ويجوز أن يكون قد اسما بمعنى حسب مبتدأ ، وياء المتكلم مضاف إليه ، والخبر محذوف ، وجملة المبتدأ وخبره مؤكدة لجملة المبتدأ وخبره السابقة " ليس " فعل ماض ناقص " الامام " اسمها " بالشحيح " الباء حرف جر زائد ، الشحيح : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد " الملحد " صفة للشحيح . الشاهد فيه : قوله " قدني " و " قدى " حيث أثبت النون في الأولى وحذفها من الثانية وقد اضطربت عبارات النحويين في ذلك ، فقال قوم : إن الحذف غير شاذ ، ولكنه قليل ، وتبعهم المصنف والشارح ، وقال سيبويه : " وقد يقولون في الشعر قطي وقدي فأما الكلام فلا بد فيه من النون ، وقد اضطر الشاعر فقال قدي شبهه بحسبي لان المعنى واحد " اه‌ . وقال الأعلم : " وإثباتها ( النون ) في قد وقط هو المستعمل ، لأنهما في البناء ومضارعة الحروف بمنزلة من وعن ، فتلزمهما النون المكسورة قبل الياء ، لئلا يغير آخرهما عن السكون " اه‌ وقال الجوهري : " وأما قولهم قدك بمعنى حسب فهو اسم ، وتقول : قدي ، وقدني أيضا بالنون على غير قياس ، لان هذه النون إنما تزاد في الأفعال وقاية لها ، مثل ضربني وشتمني " وقال ابن ( بري ) ؟ يرد على الجوهري " وهم الجوهري في قوله إن النون في قدني زيدت على غير قياس " وجعل النون مخصوصا بالفعل لا غير ، وليس كذلك ، وإنما تزاد وقاية لحركة أو سكون في فعل أو حرف ، كقولك في من وعن إذا أضفتهما لنفسك : مني وعني ، فزدت نون الوقاية لتبقى نون من وعن علي سكونها ، وكذلك في قد وقط ، وتقول : قدني وقطني ، فتزيد نون الوقاية لتبقى الدال والطاء على سكونها ، وكذلك زادوها في ليت ، فقالوا : ليتني ، لتبقى حركة التاء على حالها ، وكذلك قالوا في ضرب : ضربني ، لتبقى الباء على فتحها ، وكذلك قالوا في اضرب : اضربني ، أدخلوا نون الوقاية لتبقى الباء على سكونها " اه‌ . ولابن هشام ههنا كلام كثير وتفريعات طويلة لم يسبقه إليها أحد من قدامي العلماء وهي في مغني اللبيب ، وقد عنينا بذكرها والرد عليها في حواشينا المستفيضة على شرح الأشموني فارجع إليها هناك إن شئت ( وانظر الأبيات التي أنشدناها في شرح الشاهد رقم 18 ففيها شاهد لهذه المسألة ، وهو رابع تلك الأبيات ) . هذا ، ولم يتكلم المصنف ولا الشارح عن الاسم المعرب إذا أضيف لياء المتكلم . واعلم أن الأصل في الاسم المعرب ألا تتصل به نون الوقاية ، نحو ضاربي ومكرمي وقد ألحقت نون الوقاية باسم الفاعل المضاف إلى ياء المتكلم في قوله صلى الله عليه وسلم : " فهل أنتم صادقوني " وفي قول الشاعر : وليس الموافيني ليرفد خائبا * فإن له أضعاف ما كان أملا وفي قول الآخر : ألا فتى من بني ذبيان يحملني * وليس حاملني إلا ابن حمال وفي قول الآخر : وليس بمعييني وفي الناس ممتع صديق إذا أعيا علي صديق كما لحقت أفعل التفضيل في قوله صلى الله عليه وسلم " غير الدجال أخوفني عليكم " لمشابهة أفعل التفضيل لفعل التعجيب .

115

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست