وأبدل وهني قوة وأعاد لي * وقد كنت شيخاً عنفوان شبابي سطور بها شرح الصدور وجدتها * طلاسم قد جاءت بكل عجاب فعلقها عند الكروب تميمة * لتفريج هم أو لنيل طلاب وما ذاك نفث السحر إذ هو باطل * وهذى أنت ملأي بكل صواب فلا غرو أن غاضت مياه قريحتي * وتاه بها عقلي وغاب صوابي فإني ترى لي في الإجابة مسلكاً * يناسبها إن رمت رد جوابي فبسطاً لعذري أيها الولد الذي * بخفض جناح منه رفع جنابي روضة بلاغة أنيقه . وحديقة فصاحة غديقه سقت سماء المعاني أرض ألفاظها كإنباتها وهبت عليها لواقح البيان فنتجت في أحسن الصور أبناؤها وبناتها . وتبختر فيها ربيع البديع بزخرف حلل أنوار أنواره . فاهتزت وربت بزواهي زواهر مكنونات أسراره . فأوراقها من ورق الجنة . وأزهارها ضاحكة مفتنه . مفترة عن كل ثغر بديع . فكل فصولها دائمة الفواكه دانية القطوف وكل فصل منها ربيع . تتبادر فرسان نفائس المعاني على مضمرات مراكيب تراكيبها من يكون المجلى والسابق . ويتنافس منظومها ومنثورها في السبق إلى ما بين العذيب وبارق . فكلها مجل هناك لا مقبل ولا لاحق . فقر تبالغت في البلاغة إلى أن غدت لفوائد أساليبها خوارق . موشحة بسموط نظم لها معبد من نفسها ومخارق . خآر يد لم ترض همة منشيها من أبكارها إلا ما هو مبتكرها . وأبت أنفة قريحته التزين بعواري العواري وألذ لذوقه . مكررها . فبرزت للجنان جنان حور عين لم يطمثهن أنس قبله ولا جان . فلا ينفعك المتنعم بها كل آن هو في شان . حتى ينتهي إلى ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على الأذهان . ولم لا يكن كذلك ومنشئها ذو اليد البيضاء في معجزات البلاغة الذي آنس من جانب الطور نارا . والضارب بقلمه بحرها فلم يقبل الدر إلا كباراً . فلذلك رجع وهو من نفثة سحرها الكريم الكليم . وأصبح وعصى حجته تلقف ما صنع منهم كل سحار عليم . حتى ألقى سحرتها سجداً ومؤمنين برب حديثها القديم . قد رأوا من آياته عجباً من أسرار كهف صدره والرقيم بل هو ناموس البلاغة خاتمهم الأحمد المحمد . وكيف لا يكون كذلك وهو من العترة المحمدية ابن عبد الله محمد . فعليه من السلام أسناه . ومن الثناء أنماه وأهناه . وبعد فإن الولد الفذ البذ . المتخلق من طيب الخلال بما طاب وعذب ولذ . نور مصابيح