الحسام . وهو المجرب الصمصام . وهل تفتقر الشمس في الهداية إلى مصباح . وهل يحتاج البدر في سراه إلى دلالة الصباح . ذلك مثل شيخي ومن يرشده إلى فلاح ونجاح . وإنما نأخذ عنه ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة . ونحذو حذوه في الطريق الموصلة إلى الجنة . ومن فصول هذا الكتاب ولما وصلني سيدي بهديته التي أحسن بها من كتاب الاكتفا . داخل طبعي الصفا . ونشطت إلى نظم بيتين فيهما التزام عجيب لم أر مثله وهو أن يكون اللفظ المكتفي به بمعنى اللفظ المكتفى منه فإن الاحتفا والاحتفال بمعنى الاعتناء كما أفاده شيخي فيكون على هذا الاكتفاء وعدمه على حد سوا إذ لو قطع النظر عن الاحتفال لأغنى عنه لفظ الاحتفا مع تسمية النوع فيهما وهما قوله إن احتفال المرء بالمرء لا * أحبه إلا مع الاكتفا مبالغات الناس مذمومة * فاسلك سبيل القصر في الاحتفا ولقد انقطع الثلج أيام الخريف وكانت الحاجة إليه شديدة بعد غيبة سيدي . عن دمشق فتذكرت شغف شيخي به فزاد على فقده غرامي . وفاض عليه تعطشي وأوامي . فجعلت في ذلك عدة مقاطيع وأحببت عرضها على سيدي أولها . ثلج يا ثلج يا عظيم الصفات * أنت عندي من أعظم الحسنات ما بياض بدا بوجهك إلا * كبياض بدا بوجه الحياة ثانيها قد قلت لما ضل عني رشدي * وما رأيت الثلج يوماً عندي لا تقطع اللهم عن ذا العبد * أعظم أسباب الثناء والحمد ثالثها ثلج يا ثلج أنت ماء الحياة * ضل من قال ضر ذاك لهاتي ما بياض بدا بوجهك إلا * كبياض قد لاح في المرآة قد رأى الناس وجههم في المرايا * ولقد فيك شمت وجه حياتي وما عللت سيدي هذا التعليل . إلا لأسوقه إلى نسيم دمشق الذي خلفه سيدي عليلاً وهو على الصحة غير عليل . ولم يشف أعزه الله من الغليل . ولسيدي الدعاء بطول البقاء والارتقاء . وهذه أبيات أحدثها العبد في وصف القهوة طالباً من سيدي أن يغفر خطاءه فيها وسهوه . وهي قوله وقهوة كالعنبر السحيق * سوداء مثل مقلة المعشوق أتت كمسك فائح فتيق * شبهتها في الطعم كالرحيق