أحمد بن عيسى المرشدي فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي منح أحمد الفضل الذي بهرت معجزاته . وظهرت لدى فصحاء قريش آياته وبيناته . فاعترفت له بالسبق المذكر بسبق الوجيه حتى صار غيره المصلي وهو الامام . واغترفت من معنى حكمه البليغة ما هو المعين لديهم في النثر والنظام . وانكح علياً كرم الله وجهه فاطمة ليبقى العنصر المحمدي متمسكاً لعباده المهتدين . ورد الزاعمي البتر من الفجرة الملحدين أعداء الدين . وعمهم بعلو البركات لتصبح قتادة شوكة الاسلام بهم شديدة . كيف لا وهم آل بيت لو نظمت البيوت قصيدة لكانوا بيت تلك القصيدة . فيا له من بيت تألفت أجزاؤه من أوتاد الرسالة وأسبابها وتخلفت لعلوه السبع السيارة فما ظنك بالسبع المعلقات وأربابها قد زجر بحره البسيط بالفضل الذي تقاذفت أمواجه بالعسجد واللجين ناهيك من بيت تكاملت أفاعيله التي هي النبي والوصي والحسن والحسين . لا يدخله الزحف إلا إلى الأعداء في معارك الحرب . ولا يعتريه التقطيع إلا في عروض المناوين له بالطعن والضرب . ولا يتقفى قافيته إلا أرج الثناء الحسن الجميل . ليكون لمعتسف العفاة أوضح آية وأرجح دليل . والصلاة والسلام المتقارنان تقارن النيرين الشمس والقمر . المتوافقان توافق الطيبين النصر والظفر . على البدر الذي أزاح تلألؤه ظلم الكفر والاشراك . المخاطب من حضيرة القدس بلولاك ما خلقت الأفلاك . المنزه حديثه الشريف عن هجر الكلام والبذا . المترفع عن إجابة المسىء إلا بالحق وإن بالغ في الأذى . صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه نجوم الهدى . وزجوم العدا . ما اعتدلت قناة الإصابة الحسابية وطابقت الأهلة بتقويم . وانكشفت لنا بعض المغيبات السماوية فأدركتها قوي النفوس الانسانية بتنجيم . أما بعد فإن الأدب خميلة ترعى فيها ظباء الافهام زهر المعاني الشريفة . وتسعى إليها لترد سلسبيل سلامتها من حياض ألفاظها اللطيفة . لا جرم إن جاس خلالها . وتفيا ظلالها . وتهدلت عليه أغصانها . وتعدل لديه فنونها وأفنانها . أوحد من رتع في رياضها . وأمجد من كرع من حياضها . وأكرم من استباح جنى قطافها . وأعظم من استماح روى نطاقها . ذو الفضل المشار إليه بذا الفضل . والأصل المشار إليه في الفرع والأصل . من أصبحت أيدي الفضائل بشواهدها إليه تشير . حضرة صديقنا الشيخ أحمد بن الفضل باكثير . حرسه الله تعالى من توقد ذكاء . وتأليق شهابه الساطع وذكاه . آمين . والبرهان على طبق المدعي . الشاهد لهذا العبد على ما ادعى . هذه القصيدة الفريدة . والمقصودة المفيدة .