والهائم الممطول فاز بوصله * والاشيب الموخوط عاد شبابه والنازح المهجور يقرع ليله * بيدي حبيبته المليحة بابه أوفى وأوفر بهجة ومسرة * منى إذا وافى إليّ كتابه بأي عبارة أصف براعة ذلك الكتاب الذي قد انفرد في بابه . وبأي يراعة أرتجم عن جزالة ذلك الرقيم الذي غدا كهف أهالي الأدب وأربابه . وكيف يجول جواد القلم في هذا الميدان الذي هو بيد المنال . أم كيف يجيد المدره في وصف هذا المدرج الذي هو عديم النظير والمثال . قسماً ببلاغة تلك الكلمات البارعه . وبروضة فصاحتها التي قطوفها داني وثمارها يانعه . لو استنزلت دراري الأفلاك وسبكتها في قوالب المباني . والتقطت لطائف فن البيان ودقائق البديع من علم المعاني . مستعيناً بالموروث من بلاغة الأجوبة الهاشميه . مستعملاً ما هو مقتضى الغرائب من العلوية والفطر الفاطميه . لعجزت عن الجواب الذي يضاهي كتاباً نسجته أنامل سيد الأدباء الأفاضل . وقدوة الأشراف الأماثل . ذي النسب الذي ضربت على قمة الفلك قبابه . والحسب الذي ينبئك عن شأنه الرفيع مقولة وكتابه . المستند على مساند العزة الباذخه . المستولي على مراتب الرفعة الشامخة . المتقدم في ميدان المناضلة والمناظرة . البارز في حلبتي المشاجرة والمفاخره . المحتوي على فضائل ذوي الأحساب والأنساب . المنتهي إلى المرتبة التي يقصر عن وصفها الاطناب والاسهاب . سيدنا ومولانا السيد محمد . أدام الله عزه الثابت الموطد . أما بعد فالمنهي أن المخلص مستمسك بالود الذي ما شيبت عروته الوثقى بالانفصام . ومستوثق بالمواثيق التي ما شينت قط بالنقض والانصرام نحن الأولى بوفاء العهد يعرفنا * جل العباد وفي الحالات نرعاها لا نقطع العهد والأسياف تقطعنا * ولا نحول وكأس الموت نسقاها وأما الاشتياق إلى تلك الأخلاق الحسنة المرضية . والشمائل العلوية المحمدية . فدون الوصول إلى غايته يكبو جواد اليراع والبيان . وقبل البلوغ إلى محزه يصدأ مرهف الفكر إذا تصدى للبيان . إذا رأيتم سنا برق يلوح دجى * فإنه شعلة من نار أشواقي ولقد كان المخلص في الغاية القصوى من ألم الهجر والبعاد . ووحشة الأحزان الكامنة في صميم الفؤاد . إلى أن ورد كتابكم الذي إلى رقة ألفاظه ينتسب النسيم .