responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 176


أن تكلم الناس إلا رمزاً سيما من كان كمولانا منزهاً عن علة العجمة معدوداً من أعيان فرسان العربية . فما أسعف الطالع باهتداء الفكر إلى من له طاقة على أن يدخل معكم من هذا الباب . اللهم إلا أن قيل أعجمي فافعل به ما شئت أو يقتبس بالالهام وليس الثاني بمستنكر فالله يرزق من يشاء بغير حساب . وكتب إلى القاضي شهاب الدين أحمد ابن القاضي حسن وكان قد توجه إلى الديار اليمنيه . ليتوصل منها إلى الأقطار الهندية . فتعذر عليه ذلك فرجع دون الوصول إلى المقصود ولما وصل إلى جدة كتب إليه هذا الكتاب مهنئاً بالقدوم . وسالكاً في بعض فقره مسلكاً هو لديه معهود ومعلوم .
ربع الحمى مذ حللتم معشب نضر * بروق أكنافه يزهو بها النظر لا كان وادي الغضا لا تنزلون به * ولا الحمى سح في أرجائه المطر ولا الرياح وإن رقت نسائمها * إن لم تعد نشركم لاضمها سحر ولا خلت مهجتي تشكو رسيس جوى * وحر قلبي بربا حبكم عطر ولا رقت عبرتي حتى يكون لمن * ذاق الهوى وضنا في عبرتي عبر أحمد من أعاد إلى الآفاق الحرمية شهابها الذي بزغ من أسعد المطالع . بل نيرها الذي له تسجد الأقمار وهي طوالع . بل نحريرها الذي حل بفهمه الثاقب أشكال أشكال التحرير . وبر بذهنه الصائب تسيير الكواكب فوافق تدبيره التقدير . وانتهى بطبعه القويم إلى منتهى العلم ونهاية الادراك . واعتلي بذهنه الغنى عن التقويم على منازل الأنجم ومراتب الأفلاك . لا زال سالكاً مسالك قواعد الارشاد إلى سبل الشرائع . ناهجاً مناهج الاهتداء إلى ما هو منتهى المطلب من جادة الذرائع . بها مفترعاً من صهوة علم الفروع ذروتها الرفيعة . مقتطفاً من سائر الفنون أزهار مسائلها البديعه . وأنهى إلى السمع الكريم . بعد اهداء شرائف التحية والتسليم . إن مولانا لما توجه تلقاء الديار اليمنيه . وزمت رحاله عن هذه الأقطار الحرميه . ألم يوماً يقصر عنه ألم مفارقة الروح للجسد . وصادمت شواهق الأشواق فلقيت ما لم يلقه قبلي أحد . وأزفت حشاشة النفس على الرحيل عند الوقوف مع مولانا في موقف التوديع . وسارت حيث سار ذلك المولى فلم أدر أبداً أي الظاعنين بالتشييع . وأنشد لسان الحال . متمثلاً بقول من قال .
هواي مع الركب اليمانين مصعد * جنيب وجثماني بمكة موثق فلما أن جاء البشير يخبر وصولكم الذي هو عند المخلص ألذ من نيل الوصل لدى صريع

176

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست