شعر ما قدر اللّه أن يدني على شحط * من دار الحزن ممن داره صول رجع يا مولانا فقد أجرى المملوك جوار قلمه مرخي العنان . وشرح من أنموذج حاله ما هو عند مولانا كالعيان . وأنساه بث شوقه ما هو الواجب من تصدير السلام . وتقديم الثناء الذي لا تستوفيه الأرقام . ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام . ولئن شغل المملوك عما هو الأحرى . فقد أقام له البيت المشهور عذراء شعر وشغلت عن رد السلا * م فكان شغلي عنك بك فهو يحمل العبودية هذه من التحيات ما يتضوع قبل نشرها نشره . ومن الأثنية ما يضاهي الأفق زهره . ويباهي الرياض زهره . إلى ذلك المقام الذي سحب على فرقد الفراقد ذيل عقوه . وأورد نهر المجرة خيل مجده وسموه . وسلم له أهل الحل والعقد . وأذعنت لبلاغته جهابذة النقد . وألقت إليه الفصاحة مقاليدها . وكتبت ملوك البراعة باسمه تقاليدها . وأقر بفضله حتى الحسود . وأجمع على سودده السيد والمسود . وأرى الناس مجمعين علي فضلك ما بين سيد ومسود . امام جماعة الصناعتين . ومالك زمام براعة البراعتين . العلامة الذي خاض بحراً وقفت بساحله العلماء . وقفت اثره فانتهت إلى حدها من نقطة العلم وشكلة الحكم الحكماء . سلالة الوزراء الذين اقتعدوا صهوة الجلالة والمجد . وخلاصة العلماء الذين تركوا الغير في الغور وافترعوا من المكانة المكان النجد . مولانا الشيخ محمد بن حكيم الملك . لا زال محروساً بعناية مجري الفلك والفلك . بمحمد وآله آمين . وينهي ورود الكتاب الذي استهلت البراعة استهلاله . وأتى بالسحر الذي لا حرج في القول باستحلاله . وحرم على الأدباء حكاية حياكته والنسج على منواله . أني تجاريه فرسان القريض ومن * غباره في هواديهن ما نقضوا يجرم المتأمل في فاتحته إنها فريدة وقتها . ويتلو عليه ما بعدها وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها . فقبل المملوك منه مواقع الأقلام . شوقاً لتقبيل مواضع الأقدام . وقراه سطراً سطراً . ولم يكن يستطيع مجاوزة فقرة منه إلى الأخرى . وسرح الفكر في معانيه التي هي إلى الافهام أجرى من الماء تحدر في صبب . وافعل بالألباب من ابن غمام زوج بابنة العنب . فاضحك المملوك بما تضمنه من تقلب مالكه في رياض البقا . وشغله في مراتب العز والارتقا . وأبكى بما انطوى عليه من شرح الحال التي عند المملوك شاهدها . والغربة التي يعالج لواعجها المملوك وإن كان في وطنه ويكابدها .