الشريفين وكان إذ ذاك بالمدينة المنورة قصد زيارة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فأراد الخدام أن يفتحوا له الباب فوجدوه مفتوحاً وكانوا قد أغلقوه من قبل فعلم الناس أنه إشارة إلى الفتح والظفر فكان كذلك . فأجابه القاضي تاج الدين عن هذا الكتاب بهذا الجواب بقبل الأرض اجلالاً ويشرح ما * لاقى من الوجد والأشواق والحرق يشتكي بعض ما لاقى وأعجب ما * رآه أن تخمد النيران في الورق محب جرعه الدهر مرارة الثوى . وأضرم في أحشائه حرارة الجوى . فهو يشكي النوى طوراً . فيتمالأ في طورها ويتغالا . ويرجع باللوم على نفسه فوراً . فينشد بقايا ثناء ليس هي ارتجالاً . هجيراه سقيا معاهد الأحبة من عهاد دموعه . وسميراه التلهف على ذلك العهد وتمنى رجوعه شعر أرى آثارهم فأذوب شوقاً * واسكب في مواطنهم دموعي واسأل من بفرقتهم رماني * يمنّ عليّ منهم بالرجوع قد حارب جفنه الرقاد فليس بينهما صلح . ودجى عليه ليل الفراق فلم يتبلج له صبح شعر وطال عليّ الليل حتى كأنه * من الطول موصول به الدهر أجمع لا يزال يسامر النجوم والقمر . ويساور الهموم والفكر . وتتلاعب فيه لواعج الأشواق تلاعب الصوالج بالاكر . وينشد إذا هجع النوام وطلب المسعد على السمر أيها النائمون حولي أعينو * ني على الليل حسبة وائتجارا حدثوني عن النهار حديثاً * وصفوه فقد نسيت النهارا كيف لا ينسى النهار . وينكر سائر الأغيار . من لم يرتسم في مرآة تصوره غلا تصور تلك الذات . ولا يجول في فكره إلا تذكره سابق تلك الأيام المستلذات . ولا يغير وده لقادم العهد . ولا يسوغ أن يسيغ ماء السلو ولو أداه تعطشه إلى اللحد ولي نفس حر لو بذلت لها على * تناسيك ما فوق المنى ما تناست لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا * إذ طالما غير النأي المحبينا واللّه ما طلبت أرواحنا بدلاً * عنكم ولا انصرفت فيكم أمانينا وليس عهدكم عهد الغمام فما * كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينا ولولا تعلل النفس بعل وعسى . ورجوي جمع القادر على جمع الشتيتين لقضيت اسا .