مضمر . فيعطف عن استقصاء ذلك عنان القلم خاسئاً وهو حسير . ويصرفه إلى استعطاء ذي الفضل الكبير مبتهلاً سائلاً . ومتضرعاً قائلاً . اللهم فبحق من انتخبتهم لتبليغ رسالاتك . وأيدتهم بحججك البالغة وآياتك . وبحق المقتدين بآدابهم . من ذرياتهم وأصحابهم . وبحق الصافين في طاعتك أقدامهم . المستغرقين في جلال هدايتك لياليهم وأيامهم . وبحق سمواتك وما فيها من آيات للمتبصرين . وبحق مجاوري بيتك الحرام حجاجاً ومعتمرين . إلا ما رزقتني العود إلى حرمك . وقضيت لي بالرجوع إلى جوار بيتك المحرم بجودك وكرمك . ويلتمس من فضلكم هذا الدعاء في الملتزم والمستجار . وفي ادبار الصلوات وبالاسحار . لعل الله سبحانه يمن عليه بالخلاص من هذه الديار . والاياب إلى تلك المشاعر المشرفة الأوطار . إنه على ما يشاء قدير . وبالإجابة لمن دعاه جدير . والمأمول من فضلكم أن تؤنسوا وحشته بمكاتباتكم الكريمة . وتصلوا وحدته بمراسلاتكم التي هي من داء الهيام أعظم عوذة وتميمه . فإنه في دار وحشة ليس بها أنيس . وفي جيل أنس منهم اليعافير والعيس . لا يتسلى إلا بأبيات من الشعر سمح بها فكر قد صلد زناده . وصرد ايقاده . وحم بشآبيب الحوادث احماده . في مكان اعرابه اهناده . فهو لا يستأنس إلا بانشادها في الخلوات . واسعادها بالمسامرة إذا جنت الظلمات . لا لأنها لذلك أهل . بل لكون الهشيم يرعى لا محالة في المحل . وعند الضرورة يعتاض تمايل الأغصان بالنسيم عن الهيف ويقتنع لفقد محيا الحبيب بالبدر على ما فيه من الكلف . والجوع يرضي الأسود بالجيف وقد أداه ما ادعاه من الوله والهيام إلى اثباتها . كيلا تكون دعواه مجدرة عن بيناتها وهي صوادح البان وهنا شجوها بادي * فمن عذير فتى في فت أكباد صب إذا غنت الورقاء أرّقه * تذكيرها نغمات الشادن الشادي فبات يرعف من جفنيه تحسبه * يزبرج المدمع الوكاف بالجاد جافي المضاجع الف السهد ساوره * سم الأساود أو أنياب آساد له إذا الليل واراه نشيج شج * وجذوة في حشاه ذات ايقاد سمّاره حين يضنيه توحشه * فيشرئبّ إلى تانيس عوّاد وجدوهم وأشجان وبرح جوى * ولوعة تتلظى والأسى ساد أضناه تفريق شمل ظل مجتمعاً * وصو من بالعود دهر خطبه عاد