وكتب إليه أيضاً مراجعاً وضمنه لغزاً في خوخ أهداه إليه وقد أبدع . فيما أودع . لم أؤخر عمن أحب كتابي * لقلىً فيه أو لتركي هواه غير إني إذا كتبت كتاباً * غلب الدمع مقلتي فمحاه تشوقاً إلى تلك الذات . وتشوقاً إلى شهى تلك الفاكهة التي لا يعد لها شيء من اللذات وهذا تماد من المخلص مع أهل الظاهر خشية الانتقاد . وإلا فقد قضى امتزاجه بك أن يقول وهو أشعري العقيدة بالاتحاد . أنا من أهوى ومن أهوى أنا * نحن روحان حللنا بدنا كيف أقول لمن هذه حالتي معه أوحشني . أم كيف أدعي شوقاً إلى من إذا أبصرني مبصر أبصره وإذا أبصره أبصرني . أم كيف يصح أن أسلك باطناً هذه الطريقة . فيمن إذا دعوت له كان الدعاء لنفسي في الحقيقة . فلا غرو إذاً إذا قلت أدام الله تقلبه في رياض السلامة . مع انتظام أحواله في سلك الاستقامة . وأحيا به رفات العلوم . ولا برحت أفنان أقلامه تثمر فنون المنثور والمنظوم . آمين . وبعد فقد وصل ما تفضلتم به من الفاكهه . التي أملت علي صفاتها ما سطرته في صحيفة المفاكهه . وذلك إن كمام طرفها تفتح عن ثمر مستوي الأول والآخر . تشتمل جملته على مضمر مباين للظاهر . جمعت بعض أفراده بين لوني الخجل والوجل . ودلت على بديع صنع الله عز وجل . طالما فارق وطنه عندما لعب به الهوى . وانقاد لسلطانه مع ما في أحشائه من مرارة النوى . ربما أشكل على أرباب الهندسة . حيث خلق كروي الشكل وهو ذو أجزاء مسدسه . له فك وليس بحيوان . وفي القلب منه سر إذا قلب أدرك حقيقة الانسان باللسان . لا يغيب شيء منه عنك في سفرك وهو في أبان عدمه . وترى له أبداً شامة على رأسه وأخرى تظهر أحياناً على قدمه . إن جوز ترخيمه النحوي فهو في يده بقي فرساً يمرح على رؤس الأصابع . وإن عكس صياغة لفظه اللغوي رأى منه السادس بغير سابع . وإن صوغ خرمه العروضي كان تصحيف باقيه آلة جماع وإن صير الحلاج كلا من حاشيتيه مكان الأخرى طاب على ما حشى به الاضطجاع . وإن تصرفت فيه بالذوق فسكر . ومن عجيب أمره إنه يؤنث المذكر . وترى حليلة آكله حصرم عنقودها لا يتزبب . فتطلب من حليلها الفراق وتتسبب . وله اسمان يقرا أحدهما طرداً وعكساً في الكلام . لأنه ثلاثي والمبتدا منه كالختام . فشكر الله تعالى فضل مهديها . وأدام بسطة يده التي ساقت مهراً لأبكار طال تعنيسها في فكر مبديها . والسلام . ومن إنشائه