responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 140


وقفاته الخيل والرجل . وتكاثر مآثره الحصى والقطر والرمل . الملك المفتخرة بدولته الأيام والليالي . الجواد المجمع بتشتت شمل ماله شمل المعالي . الطود الذي لا يعتصم منه بشوامخ الجبال ولو تحصن فيها الأعصم لا نصدع . الهمام الذي ما تناهيت في وصي مناقبه إلا وأكثر مما قلت ما ادع . سلطان الحرمين الشريفين . الذاب ببيضه وسمره عن المحلين المنيفين . سيدنا ومولانا السيد الشريف المحسن بن الحسين بن الحسن . خلد الله ملكه على توالي الزمن . آمين . فإذا منشيه قد أجاد في النظم والانشا . وما كل من أخذ القلم وشى . ووفق بعجيب تصرفه بين معوج المعاني ومعتدلها وطابق . وكأنه قصد الرد على الطغرائي في قوله وهل يطابق . ولعمري لقد نسق ذلك التصدير نسق التسطير . وسبك ذلك التعجيز سبك الابريز . فتراه إذا أخرج بيتاً عن معناه . تلاعب به فيما اخترعه من مبناه . وإذا طبق المعني بالمعنى وأبقاه على أصله . أوصله إلى غاية الاعجاب بفعله . وألف بينهما ائتلاف اللحم والعظم . ودل بذلك على علو رتبته في النظم . وكيف لا وهو الفاضل الذي فاق الأقران . وطلع نجمه في أسعد قران . الشيخ الأوحد . ذو الكمالات التي لا تجحد . أبو الفلاح تقي الدين بن الشيخ يحيى شرف الدين السنجاري . المكاثر بمآثره الدراري .
فلقد حقق فيه الظنون . وشارك في شتى من الفنون . وغذى لبان حب الكمال في المهد . وخطب عروس الفضيلة فأجابته سافرة الوجه بادية النهد . وأمهرها تطليق النوم ومواصلة السهر . في اكتساب ما تتشنف به المسامع ويطيب معه السمر . فلم يزل فيما يشرف الفكر . ويصل على تلك الحال عشياته بالبكر . ويداب في الاشتغال والتحصيل . ويتعب نفسه في التفريع والتأصيل .
ويطابق بينهما مطابقة الاجمال للتفصيل . إلى أن حصل من ذلك على ما ترجم عنه لسان حاله .
وبرهن عليه ببيان مقاله . وسودته النفس العصامية على أقرانه وأمثاله . وسولت له همته العلياء حكاية حياكة ما لم ينسج على منواله . فقصد أن يسبك درر الأسلاك . ويتصرف فيها تصرف الملاك . أو المنجم الماهر في إدراك الأفلاك . فانتبذت منه مكاناً قصياً . وقالت لعلمها بقدرته على تصرفه كيف شاء أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً . فما فتئ حتى سبكها في قالب الألفاظ . وسبكها في سوق العبارة لا في سوق عكاظ . وأماط عن وجوه المعاني البديعة النقاب .
وأتى في ذلك بالعجب العجاب . فالله أسال . وبنبيه أتوسل . إن تبلغه من خيري الدنيا والآخرة ما أمله . ويسهل له كل طريق أم له . آمين . والحمد لله رب العالمين .

140

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست