بما احتوى عليه من كونكم تتفيؤن من روض الصحة والسرور ظلاله . وما ذكرتموه من وصول هديتنا إلى ناشر لواء العدالة وحائز فضيلتي الكرم والبساله . ومقابلتها بالقبول من المهدي له . فذلك المأمول من مكارم أخلاقه أدام الله أفضاله . وعرفتم بوصول الحصان المرسل منا إليكم . فجعله الله مركوب المعزة التي لا تزال سابغة عليكم . وما أشرتم إليه من تشوقكم إلى المشاعر المكية . والأباطح المسكيه . وتشوقكم للاجتماع بنا في تلك الأماكن الزكية . فالله تبارك وتعالى في حضرة قدسه . يختار للعبد ما لا يختاره لنفسه . ونرجو أن يختار لكم ما هو الأولى . في الآخرة والأولى . والسلام . ومنه ما كتبه إلى الوالد أيضاً يا نسيماً يفوق نسمة نجد * طالما هجت لي غرامي ووجدي ولقد رابني شذاك فبالله * متى عهده باطلال هند ربما ظن من ليس له طبع وزان . إن رتبة بيدقه في رقعة الاعتراض رتبة الغرزان فبادر بالملام . واعترض بأن المقام يستدعى تحلية هند بالألف واللام . فكأني أنظر إلى مولانا وهو يبين له خطأ ظنه . ويعين له بإقامة الوزن سقوط وزنه . ويجرعه مرارة تلك التحلية . ويذيقه حلاوة هاتيك التخلية . ولما كان هذا العاثر ومثله لا يقال . تصورت إن المولي يتبع المقال السابق بلا يقال . إن هند كناية عن المخصوص بالوداد . لما علم قصد المحبين بمثل دعد وزينب وسعاد . لأنا نقول طريقتهم التي لا انقضاض لها ولا انتكاث . الكناية بتلك الأسماء عن المخصوص بالوداد من الإناث . اللهم إلا أن يقال نزل البيت منزلة الأمثال . التي لا تغير عند الاستعمال . فيمكن حينئذ أن نسلم . كما يمكن أن نريد بهند القطر المعروف مضافاً لياء المتكلم . وتكون الإضافة حينئذ لدني ملابسه . والمعنى على هذا غير خاف على من له علم بأحوال القلوب وممارسه . ولما انتهى تصوري لكلام ذلك النحرير . وما أراده وأورده من الرد والتقرير . أفقت من سكرة التصور والتصوير وعلمت إني جنيت بتقديم ما حقه التأخير . واستغفرت من وقوع الحاجب . عن تقديم ما هو الواجب . من تقبيل أياديك . وإهداء شريف التحية لناديك . وبذل الدعاء لك وعلى أعاديك . وبث الشوق الذي طما بحره . والأسف على الشمل الذي تحلي بالعطل نحره . على أني أعتقد أن سيدنا الذي هو بطرق البلاغة أدري . يقيم للمملوك بقصد التفنن في التعبير عذراً ويرفع عن وجوه استحسان ذلك ستراً . ولا