أن طيبه نفحني وأنا في الخلوة . وهم في تجهيز تلك الذات على هاتيك العلوه . وحاصل ما أقص عليك من القصص . إنا أودعنا في كنف الرحمن ذلك القفص . وعدنا ونحن كما يقال شاهت الوجوه . حيارى ولا نعمل من نؤمله ونرجوه . وقد اطلحم قتام العثير . ودجا النقع حتى خيل لم يكن صبح أسفر . وحين هجوم هذا الخبر المهيل . كادت البلدان أن تنهب لولا تسهيل بعض السادات بأصعب فيه التسهيل . والنداء من الحاكم بالعافية . والأعين قد امتلأت من الهاربين بالسافيه . وغلقت الأبواب . وانقطعت الأسباب . حتى والله كانت القيامة قد قامت . وحقت كريمة يوم يفر المرء والأنفس قد حامت . وحال بيني وبين الخلوة طرق طالما عهدته صاحب الربا . وسبيل وبيل صرت أقطعه وثبا . فكل من لاقيته لا يجيب . ومن كان من ورائي فكأنما هو طريد أو سليب . وبعد الدفن كثر القال والقيل . ونودي كما بلغكم وصليل السيوف منعنا المقيل . وزف المنادي عصبة مشهورة القواضب . معنونة الشوازب . والأسواق من السكان خاليه . فكأنما هي خود أضحت عاطلة بعد أن كانت حاليه . ودور مكة كأنها وابله أقسم دور البرامكه . وكأنا لم يتغزل فيها برهة كدار عاتكة . ولقد تذكرت فيها قينة الأمين . وقولها كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس غير الأنين . هذا وقد أطلت عليك ما ينبغي أن يقتصر فيه مع علو مكانك . ومشيد مبانيك في البلاغة وأركانك . والله تعالى يلهمك صبراً جميلاً . على هذا المصاب ويوليك أجراً جزيلاً . على فقد ذلك المليك المهاب . ولا يسمعنا وإياك بعدها صوت عزاء . ولا فقد أحد من الأعزاء . ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به من مثل هذه الأرزاء . فوالرحمن لهو الرزء الذي كل رزء بالنسبة إليه أقل الأرزاء . والسلام . ومن انشائه أيضاً ما كتبه إلى جدي الأمير نصير الدين حسين قدس سره مراجعاً أمولاي يا نجل خير البرايا * ومن في العلوم إليه المصير أبوك غياث لدين تسامى * وأنت لنا صرت نعم النصير وصل إلي من تلقاه سيد تولى الروح الأمين تحريك مهود آبائه . وجاء إلي من أرجاء أيدي جده الذي نفحت شنشنته الأرجة من دوحة إبائه . وتنقل في الأصلاب الطاهرة . فأضحت شمائله هذه الشمائل العنبرية الباهرة . أبت أخلاقه إلا أن تسمو وتتقاصر دون معاليه أرباب الرتب . وأبى فضله إلا أن يستنزل دراري الأفق إذا كتب من كتب . تبارك الذي أنشأه وحلاه بهذه المعارف . وأظله في خميلة شرف