ومولانا الشريف أخذ من ذلك الآن في حل ما مضى من العقد . خصوصاً لما صمم القطبي ورجع مع الأمير . ولم يجعل التفكر في عواقب الأمور أصدق ضمير . ودخل معه إلى المدرسة المعروفة . ولبس الخلعة السنية الموصوفة . وتجاهه من جماعة الأمير . اثنان من الأساكفة أرباب التشمير . وشق الشارع الأعظم حتى انتهى إلى سويقه . وصواهل خيله تسمع من كل شباك وطويقه . كل ذلك عناد لسيده ومولاه . وكفر لمن خوله هذه النعمة وأولاه . فاضمر مولانا الشريف حينئذ الحقد . وابطن في ضميره وأضمر في نفسه أن يصوغ له خلخالاً ولكن مشدود بالقد . فلما انثنى الحج راجعاً . وبقى الفج فاجعاً . راسل مولانا الشريف ابن أخيه محسن في هذا الأمر المهم . واستدعاه لانتزاع ما كان قسم لفهيد وسهم . فأقبل السيد محسن هو وجنده من اليمن . وغيرهم من السادات الذين يقدون بصوارمهم الجواشن والجنن . فقل في وصفهم ليوث آجام . أم جن يثبون على الصهوات غير معتمدين على ركاب ولجام . ومولانا الشريف فهيد في جمع من نقاوة بني حسن . ومعه من الرماة مائتان لا يخطؤن إذا رموا في ليلة من جمادي ولو أن جفونهم ملأى من الوسن . فلم يزل كل منهم يبرق ويرعد . والجد لجند مولانا الشريف مسعد . ثم ألح أعوان مولانا الشريف في الاقدام . ولما تبين مولانا السيد فهيد أنهم لا يبالون بالفناء والاعدام . فتر مولانا السيد فهيد عن سفك الدماء في الحرم . وانتهاك الحرمات وهتك الحرم . وقبل قولهم في الخروج من البلاد . ولكن بعد مدة يمكنه فيها الاستقلال والاستعداد . فأجابه الشريف إلى الملتمس . ولابالي بمن هيثم أو همس . فلما دنت المدة . توجه إلى الشرق بتلك العدة . ولم يسفك بمكة من الدماء المحترمة دم . ولا سال ما يوجب الطهارة فكيف ما يملأ الأدم . ثم إن مولانا الشريف عن له أن ينتقم . ممن كان سبباً لهذه الفتنة وقد كتب عليه في الأزل ورقم . فأول ما ابتدأ بأمر الله الكاتب . لفلتات لسانه ووضعه اعداد الكلام في غير المراتب . وعدم جمعه بنفسه . وطرحه الزوائد التي لا تليق بجنسه . فعومل معاملة ابن هاني . واستراح من التعازي والتهاني . ثم ثنى بأكمل الدين . وجعله من أهل البادية بعد التمدين . وطلب إلى الفريق . وكاد أن يأمر بارتكاب إحدى المشقتين لولا الحلم والعرق العريق . ووفى له الشريف بذلك الخلخال الموعود . وأعلاه الأدهم بعد ركوبه الأشقر . بعيشه الأخضر . ومن يومه المسعود . وهكذا الدنيا شعر