responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 42


وأورثته بموتها أجرها . والله إن المصاب بها لجليل . وإن الحزن عليها لقليل . وأهالها من غريبة في وطنها .
وجيدة في قطعنها . ووحيدة في عطنها . صد عنها القريب . وحن عليها الغريب . إلى الله الملجأ من هذه المصيبة . وبرسوله التأسي في فقد هذه الحبيبه . فصبراً يا مولانا على هذه المصيبة صبراً . وجبراً لهذه القلوب المنكسرة جبراً .
ولو كان في الدنيا خلود لواحد * لكان رسول اللّه فيها المخلدا ومن ذا الذي يبقي من الموت سالماً * وسهم المنايا قد أصاب محمدا فالله تعالى يلهمنا وإياكم الصبر الجميل . على هذا الرزء الجليل . إنه ولى ذلك وكتبت إليه أيضاً معزياً عن أم ولد له . العلوم الشريفة محيطة بأن هذا الأمر . لا محيد عن القلق له إلا الصبر .
فسيدي بحمد الله أولى من تدرع جلبابه . وأعلى من علم إن مآل الخلق إلى هذا المصير الذي لا يسد أحد بابه . وتسهيل الخطب أوضح من أن يذكر . والله تعالى هو الذي يحمد على المكروه ويشكر . فعوضك الله عنها . أفضل ما يكون منها .
فإنك رأس المال ما دمت باقياً * فعوضت عنها بالمثوبة والأجر على إنها لم تذهب بحمد الله تعالى إلا وقد كسرت سورة اللهف . بمن أبقته رحمها الله تعالى أكرم خلف .
إذا رضى الإناث الموت قسماً * فمشكور إذا ترك الفحولا فالله تعالى يحييك لاقتناء ألف مثلها . ويبقيك بقاء يفترع من المكارم حزنها وسهلها . والسلام الامام عبد القادر محيي الدين بن يحيى الطبري الحسني الشافعي المكي إمام تصدر في محراب العلم والإمامة . وهمام تسنم صهوة جموح الفضل فملك زمامه . رفع للعلوم أرفع رايه . وجمع بين الرواية والدرايه . فأصبح وهو كاسر الوسادة . بين الأئمة والساده . يشنف المسامع بفرائد كلامه . ويبهج النواظر بما تدبجه أنامل أقلامه . إذا انفقهت بشقاشق قاله لهاته . ثبت حق إفصاح النطق وبطلت ترهاته . إلى نسب في صميم الشرف عريق . وحسب غصن مجده بالمعالي وريق . وبيت علم ليس منه إلا امام وخطيب . وأديب فنن فضله في رياض الأدب رطيب . والطبريون . سادة من غير الفضل بريون . وهذا الامام واسطة عقدهم . ورابطة عقدهم . ومحيي آثارهم . والآخذ من الدهر بثارهم . صنف وألف . وسبق وما تخلف . وأما الأدب فروضه الممطور . وحوضه الراوية منه الطروس والسطور . وكانت له الهمة العليا . التي تضيق عن أدناها الدنيا . وأنفة نفسه كانت ذهابها . وانتزاع لطيفة روحه من أهابها .

42

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست