responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 380


على يد المفتقر الأواه * منشئه خضر بن عطاء اللّه وسائر الأتباع والأصحاب * مؤرخاً قد انتهى كتابي أبو الطيب بدر الدين بن رضى الدين الغري العامري الشامي شاعر فصيح . مجاله في الأدب فسيح . يسحر ببيانه العقول . ويبهر الألباب بما يقول . إن نظم فالدر الثمين كأسد . وزهر النجوم له حواسد . سار شعره مسير الشعرتين . وجلا عن قلوب أولي الأدب كل رين . ولم يزل معدوداً من أرباب الصدور . مسفرة محاسن فضله أسفار البدور . حتى أفسدت السوداء عقله . وأوجبت من مناصب العقلاء عزله . فأصبح في عقال الجنون . إلى أن فاجأه رائد المنون . وكان أول ما ظهر من خباله . وفساد عقله وباله . أن ادعى مزيناً فحلق لحيته . وغير صورته وحليته . ثم جمع شعره في منديل . وبدل هيئته أقبح تبديل .
وقصد القاضي شاكياً شانه من أخيه . زاعماً أنه الذي شوه وجهه ذلك التشويه . فدعى القاضي أخاه . وتحرى جلية الأمر وتوخاه . فأنكر أن يكون رأى هذه الشناعة . أو علم بها إلا في تلك الساعة . وظهرت منه حركات دلت على فساد ذهنه . واختلال عقله ووهنه . فعلموا بحاله .
وتزوير محاله ثم تفاقم داؤه وطوحت به سوداؤه حتى قيدت قدماه وانقطع عنه أصحابه وندماه أخبرني الشيخ حسن الشامي أن الشيخ العلامة محمد الحرفوشي مر عليه يوماً هو وصاحب له فوقفا بحاله وسألاه عن حاله فشكا إليهما الوحشة والانفراد وخيبة الأمل والياس من المراد وطلب منهما أن يجلسا بقربه وينفسا من خناق كربه فتقدم ذلك الرجل إليه وجلس بين يديه فتشبث به وطرحه وضربه حتى برحه ولم يفلت منه إلا بعد حين وكاد حينه أن يحين ثم التفت إلى الشيخ محمد الحرفوشي فقال له أنت شيخنا المبجل الأغر المحجل على عهد الله أن لا أفعل بك ما فعلت بصاحبك فادن مني وأزل دهشة الوحشة عني فمال عنه وانحرف وضحك من قوله وانصرف واستدعى يوماً بنورة ليطلى بها فطلى جميع بدنه حتى لحيته وشاربيه وأشفار عينيه وحاجبيه فلما أنكروا عليه فعله . قال أردت أن أزيل الشعور جمله . وله في جنونه أفانين عد بها من عقلاء المجانين وهذا حين أثبت من شعره ما تستحليه وتقلد به جيد الدهر وتحليه فمن قوله مادحاً أبا السرور البكري ألا طرقتنا قبل منبلج الفجر * معطرة الأردان طيبة النشر

380

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست