وأقامه وقال نعين القاضي على حقوق اخوانه فخجل القاضي واعتذر إليه . وبخط السيد محمد كبريت كتبت إلى سدته العلية يعني الخطيب المذكور يا أيها المولى الذي فاق الورى * ببيان منطقه البديع الزين هات أفتنا في زيد المخفوض في * ما قام إلا زيد المسكين فكتب مجيباً . يا من بشمس علومه زال الكرى * فغدا بمصباح الهدى كالعين إني أقول جوابكم وبي الجوى * في فرد بيت زان في العينين زيد تصور جره بإضافة * للالّ وهو العهد للاثنين الشيخ شرف الدين يحيى بن عبد الملك العصامي سبق ذكر والده في الفصل الأول . وهذا فاضل عليه في الفضل المعول . لما توفى والده بالمدينة المنورة اختار هو وأخوه الإقامة في تلك الدار . ورجحا جوار رسول الله صلى الله عليه وآله فجرا ذيل الخفض من العيش بذلك الجوار . والطبع الذي ما شان سلسال قريحته جمود . وناهيك بعصامى النفس والجد . وفاضل جد في كسب الفضائل فساعده على نيلها الحظ والجد . وقد وقفت له على تأليف سماه أنموذج النجبا من معشارة الأدبا . تكلم فيه شارحاً لقول الشاعر حاشا شمائلك اللطيفة أن ترى * عوناً علي مع الزمان القاسي غير أنه لم يعرف قائله فقال لعمري أنه وإن جهل بانيه من البيوت التي أذن الله أن تسكن . فما اللفظ إلا بمعانيه وإن كان قائله الكن . ثم قال وهذا البيت مما يكثر الاستشهاد به أهل الآداب في محاضرة الأصدقاء والأحباب وهو من أربعة أبيات معمورة بلطيف العتاب . وتنزيه شمائل الانجاب . مبرورة بصدق المنطق واقتضاء الصواب . محاسنها غرر في جياد القصائد . ولمعاني البديع بها صلة ومن مفرداتها عائد . تشرق شموس التهذيب في سماء بلاغتها . وترشف الأسماع على الطرب من رقيق سلافتها . فما أحقها بقول القائل أبيات شعر كالقصور * ولا قصور بها يليق ومن العجائب لفظها * حر ومعناها رقيق