موشح أهل اليمن فإنه لا يراعى فيه شيء من الاعراب بل اللحن فيه أعذب وحكمه في ذلك حكم الزجل والله أعلم رجع حكى الشيخ أحمد المقري في كتابه المذكور أنه اجتمع بالحضرة المنصورية أبو الفضل العقاد المكي المذكور والشريف المدني وهو رجل وافد من أهل المدينة انتمى إلى الشرف والشيخ الامام غرس الدين الخليلي الوافد إلى حضرته من بيت المقدس فقال الامام غرس الدين هذا للمنصور يا أمير المؤمنين إن المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرجال شد أهلا إليك الرحال هذا مكي وذاك مدني وأنا مقدسي ثم أنشد إن أمير المؤمنين أحمد * بحر ندي وفضله لا يجحد فمكة وطيبة وأهلها * والمسجد الأقصى بذاك يشهد وسيأتي ذكر الملك المنصور هذا في القسم الخامس إن شاء الله تعالى إبراهيم بن يوسف المهتار المكي شويعر بذي اللسان . كثير الإساءة قليل الاحسان . شر ما شعر فهدر ولم يذر . سمينه غث . وجديده رث . لا يلتقي من مختاره طرفاه . ولا يسمع رديه سامع الأقال فض الله فاه . لم يزل قذف الأعراض بهجوه . ويلفظ فوه بمثل ما تلفظه وجعاؤه من نحوه . حتى ألبسه الردي ردآه . وطهر الله الوجود من تلك الجناية والردآه . ولما هلك بقي يومين في بيته . لا يعلم أحد بموته . حتى دل عليه نتن ريحه . فالق وهو جيفة في ضريحه . ولقد تصفحت ديوانه الذي جمعه . وليت من واراه حفرته أواه معه . فلم أر فيه إلا ما تمجه الأسماع . وتحقر ألفاظه ومعانيه عن السماع . إلا كلمات كادت أن تصفو من الشوائب . ومع الخواطي سهم صائب . فمنها قصيدته التي سماها بدر النظم . في وقوع أركان بيت الله المعظم . وأولها ماجت قواعد بيت الله واضطربت * واهتزت الأرض من أقطارها وربت وأمست الكعبة الغراءُ واقعة * فما أشك بأن الساعة اقتربت فأي خطب به أحشاؤنا انصدعت * وأي هول به ألبابنا سلبت وأي دهر لقينا من نوائبه * ما لو علي الشامخات الشم لانسربت أنا إلى الله من دنيا منغصة * أيامها مستردات لما وهبت أبدت عجائب لا تقوي العقول لها * وأي نفس من الأيام ما عجبت هي التي لعبت جدت وفت غدرت * قست ألانت أبت دانت نأت قربت