< فهرس الموضوعات > رثاء عائشة أم المؤمنين لأبيها < / فهرس الموضوعات > عليه ، وصلى على النبي صلى اللَّه عليه وسلم ؛ ثم قال : يا معشر الأنصار ؛ إن شئتم أن تقولوا : إنّا آويناكم في ظلالنا ، وشاطرناكم في أموالنا [1] ، ونصرناكم بأنفسنا لقلتم ، وإنّ لكم من الفضل مالا يحصيه العدد ، وإن طال به الأمد ، فنحن وأنتم كما قال طفيل الغنوي [2] : < شعر > جزى اللَّه عنا جعفرا حين أزلفت بنا نعلنا في الواطئين فزلَّت [3] أبوا أن يملَّونا ولو أن أمنّا تلاقى الذي يلقون منّا لملَّت [4] هم أسكنونا في ظلال بيوتهم ظلال بيوت أدفأت وأظلَّت < / شعر > فقر من كلامه رضي اللَّه عنه : صنائع المعروف تقى مصارع السوء . الموت أهون مما بعده ، وأشد مما قبله . ليست مع العزاء مصيبة ، ولا مع الجزع فائدة . ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه : البغى ، والنكث ، والمكر . إن اللَّه قرن وعده بوعيده ؛ ليكون العبد راغبا وراهبا . < فهرس الموضوعات > [ رثاء عائشة لأبيها ] < / فهرس الموضوعات > [ رثاء عائشة لأبيها ] ولما توفى رضي اللَّه عنه وقفت عائشة على قبره ؛ فقالت : نضّر اللَّه وجهك يا أبت ، وشكر لك صالح سعيك ، فلقد كنت للدنيا مذلَّا بإدبارك عنها ، وللآخرة معزّا بإقبالك عليها ، ولئن كان أجلّ الحوادث بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رزؤك ، وأعظم المصائب بعده فقدك ، إن كتاب اللَّه ليعد بحسن الصبر عنك حسن العوض منك ، وأنا أستنجز موعود اللَّه تعالى بالصبر فيك ، وأستقضيه بالاستغفار لك ، أما لئن كانوا قاموا بأمر الدنيا فلقد قمت بأمر الدين لما وهي شعبه [5] وتفاقم صدعه [6] ، ورجفت جوانبه [7] ؛ فعليك
[1] آويناكم في ظلالنا : جعلناها لكم مأوى ، وشاطرناكم أموالنا : قاسمناكم فيها فأعطيناكم شطرها : أي نصفها ( م ) [2] شاعر جاهلي من الشجعان ، كان من أوصف الشعراء للخيل ، عاشر النابغة الجعدي وزهير بن أبي سلمى ، ومات نحو سنة 13 ق ه [3] زلت : سقطت [4] هذا البيت غاية الغايات في وصف المواساة والبر الموصول [5] وهي شعبه : < شعر > تفرق شمله ، قال الطرماح شت شعب الحي بعد التئام < / شعر > [6] تفاقم صدعه : اتسع كسره ، والصدع في الأصل : كسر الزجاجة [7] رجفت : اضطربت