responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 67


< فهرس الموضوعات > رثاء أبى بكر لرسول اللَّه < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > مناقب أبى بكر < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > [ من كلام أبى بكر رضي اللَّه تعالى عنه ] < / فهرس الموضوعات > [ من كلام أبى بكر رضي اللَّه تعالى عنه ] ودخل أبو بكر الصديق رضوان اللَّه عليه ، على النبي عليه الصلاة والسلام وهو مسجّى بثوب [1] ، فكشف عنه الثوب وقال : بأبى أنت وأمي ! طبت حيّا وميّتا ، وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوّة ، فعظمت عن الصفة ، وجللت عن البكاء ، وخصصت حتى صرت مسلاة ، وعممت حتى صرنا فيك سواء . ولولا أنّ موتك كان اختيارا منك لجدنا لموتك بالنفوس ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا عليك ماء الشؤون [2] . فأمّا ما لا نستطيع نفيه عنّا فكمد وإدناف [3] يتحالفان ولا يبرحان . اللهم فأبلغه عنا السلام ، اذكرنا يا محمد عند ربّك ، ولنكن من بالك ؛ فلو لا ما خلَّفت من السكينة لم نقم لما خلَّفت من الوحشة ؛ اللهم أبلغ نبيّك عنا واحفظه فينا ، ثم خرج .
قوله رضي اللَّه عنه : « لولا أن موتك كان اختيارا منك » إنّما يريد قول النبي صلى اللَّه عليه وسلم : لم يقبض نبىّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخيّر .
قالت عائشة رضي اللَّه عنها : فسمعته وقد شخص بصره وهو يقول : في الرفيق الأعلى ! فعلمت أنه خيّر ، فقلت : لا يختارنا إذن ، وقلت : هو الذي كان يحدثنا . وهو صحيح .
وكان أبو بكر لما توفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في أرضه بالسّنح [4] فتواترت إليه الرسل ، فأتى وقد ذهل الناس ، فكانوا كالخرس ، وتفرقت أحوالهم ، واضطربت أمورهم ، فكذّب بعضهم بموته ، وصمت آخرون فما تكلَّموا إلا بعد [ التغير ] ، وخلط آخرون فلاثوا [5] الكلام بغير بيان ، وحق لهم ذلك للرزيّة



[1] مسجى : مغطى
[2] الشؤون : عروق الدمع
[3] الإدناف : المرض الثقيل
[4] السنح - بضم السين وسكون النون - موضع قرب المدينة ، وكان به منزل أبى بكر رضي اللَّه عنه .
[5] لاثوا : خلطوا .

67

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست