وكان شديد العداوة للَّه ولرسوله ، وقتله علىّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه صبرا [1] فعرضت النبي صلى اللَّه عليه وسلم أخته قتيلة بنت الحارث - وفى بعض الروايات أن قتيلة أتته فأنشدته : < شعر > يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة من صبح غادية وأنت موفّق [2] أبلغ بها ميتا بأنّ تحيّة ما إن تزال بها النّجائب تعنق [3] منّى إليه وعبرة مسفوحة جادت بواكفها وأخرى تخنق [4] هل يسمعنّى النّضر إن ناديته إن كان يسمع ميّت لا ينطق ظلَّت سيوف بنى أبيه تنوشه للَّه أرحام هناك تشقّق [5] قسرا يقاد إلى المنيّة متعبا رسف المقيّد وهو عان موثق [6] أمحمد ها أنت صنو كريمة في قومها والفحل فحل معرق [7] ما كان ضرّك لو مننت وربّما منّ الفتى وهو المغيظ المحنق [8] فالنضر أقرب من قتلت قرابة وأحقّهم إن كان عتق يعتق أو كنت قابل فدية فليفدين بأعزّ ما يغلى به من ينفق < / شعر > فذكر أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم رقّ لها ودمعت عيناه ، وقال لأبى بكر : لو كنت سمعت شعرها ما قتلته . والنضر هذا هو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار [9] . قال الزبير بن بكار [10] : وسمعت بعض أهل العلم يغمز في أبيات قتيلة بنت الحارث ويقول : إنّها مصنوعة .
[1] صبرا : حبسا [2] الأثيل : موضع بعينه قتل فيه النضر ( م ) [3] تعنق : من العنق ، بفتحتين ، وهو السير الحثيث [4] الواكف : الدائم الجريان [5] تنوشه : تناله بالطعن [6] قسرا : قهرا ، والرسف : مشى المقيد ، عان : أسير ، موثق : مقيد [7] يروى « ولأنت ضنء » وصنو : ابن ، معرق : أصيل [8] من : صفح ، والمحنق : المملوء بالغيظ . [9] كان النضر حامل لواء المشركين ببدر فأسره المسلمون وقتلوه بعد انصرافهم من الواقعة [10] ولد الزبير بن بكار بالمدينة وولى قضاء مكة فتوفى فيها سنة 256