responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 37


في جوانب السمع ، لا يخلقه عوده على المستعيد [1] :
< شعر > وهو المشيّع بالمسامع إن مضى وهو المضاعف حسنه إن كرّرا < / شعر > وإن كنت قد استدركت على كثير ممن سبقني إلى مثل ما جريت إليه ، واقتصرت في هذا الكتاب عليه ، لملح أوردتها كنوافث السحر [2] ؛ وفقر نظمتها كالغنى بعد الفقر ، من ألفاظ أهل العصر ، في محلول النثر ، ومعقود الشعر ؛ وفيهم من أدركته بعمرى ، أو لحقه أهل دهري ؛ ولهم من لطائف الابتداع ، وتوليدات الاختراع ، أبكار لم تفترعها الأسماع [3] ، يصبو إليها القلب والطَّرف ، ويقطر منها ماء الملاحة والظَّرف ، وتمتزج بأجزاء النفس ، وتسترجع نافر الأنس ، تخلَّلت تضاعيفه ، ووشّحت تأليفه ، وطرّزت ديباجه ، ورصّعت تاجه ، ونظمت عقوده ، ورقمت بروده ؛ فنورها يرفّ ، ونورها يشفّ ، في روض من الكلم مونق ، ورونق من الحكم مشرق :
< شعر > صفا ونفى عنه القذى فكأنه إذا ما استشفّته العيون مصعّد [4] < / شعر > فهو كما قلت :
< شعر > بديع نثر رقّ حتّى غدا يجرى مع الرّوح كما تجرى من مذهب الوشى على وجهه ديباجة ليست من الشعر [5] كزهرة الدنيا وقد أقبلت ترود في رونقها النّضر [6] أو كالنسيم الغض غبّ الحيا يختال في أردية الفجر [7] < / شعر > ولعل في كثير مما تركت ، ما هو أجود من قليل مما أدركت ؛ إذ كان اقتصارا من كلّ على بعض ، ومن فيض على برض [8] ؛ ولكني اجتهدت في اختيار



[1] لا يخلقه : لا يذهب بجدته ورونقه
[2] الملح : جمع ملحة ، وهي الكلمة المستملحة المستعذبة . والنوافث : جمع نافثة ، وهي الساحرة
[3] افترع البكر : فض بكارتها
[4] تصعد : ارتفع
[5] وشى مذهب : مطرز بالذهب
[6] ترود : تختال
[7] غب الحيا : عقب المطر
[8] فيض : كثير ، وبرض : قليل

37

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست