< شعر > إلى السّرح من وادى المغمّس بدّلت معالمه وبلا ونكباء زعزعا [1] فيبخلن أو يخبرن بالعلم بعد ما نكأن فؤادا كان قدما موجّعا [2] لهند وأتراب لهند إذ الهوى جميع وإذ لم نخش أن يتصدّعا وإذ لا نطيع العاذلين ولا نرى لواش لدينا يطلب الهجر مطمعا وإذ نحن مثل الماء كان مزاجه كما صفّق الساقي الرحيق المشعشعا تنوعتن حتى عاود القلب خبله وحتى تذكَّرت الحبيب المودّعا فقلت لمطريهن بالحسن : إنما ضررت ، فهل تسطيع نفعا فتنفعا ؟ وأشريت فاستشرى وقد كان قد صحا فؤاد بأمثال المها كان مولعا [3] لئن كان ما حدّثت حقّا فما أرى كمثل الألى أطريت في الناس أربعا [4] فقال : فقم فانظر ، فقلت : وكيف لي أخاف حديثا أن يشاع فيشنعا فقال : اكتفل ثم التثم فأت باغيا فسلَّم ولا نكثر بأن تتورّعا فأقبلت أهوى مثل ما قال صاحبي لموعده أبغى قلوصا موقّعا [5] فلما تواقفنا وسلَّمت أقبلت وجوه زهاها الحسن أن تتقنّعا تبالهن بالعرفان لمّا رأيننى وقلن : امرؤ باغ أكلّ وأوضعا [6] وقرّبن أسباب الهوى لمتيّم يقيس ذراعا كلما قسن إصبعا فلما تنازعن الأحاديث قلن لي أخفت علينا أن نغرّ ونخدعا < / شعر >
[1] المغمس : موضع قرب مكة في طريق الطائف ، والنكباء : الريح التي تتنكب عن مهاب الرياح ، وريح زعزع : شديدة [2] نكأ الجرح : أصابه من جديد [3] أشريته فاستشرى : هجته فهاج ، وشرى الشر ، على وزن رضى ، استطار . وشرى زيد : غضب ولج ، ومثله استشرى ، ومنه الشراة للخوارج ، سموا بذلك للجاجتهم وإمعانهم في الخروج ، لا لأنهم شروا أنفسهم وباعوها في الطاعة كما وهم بعض الناس [4] الإطراء : المبالغة في الثناء [5] الموقع : البعير تكثر عليه آثار الدبر [6] أكل راحلته وأوضعها : أتعبها