< فهرس الموضوعات > إياس بن معاوية يحتج للاطناب < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الجاحظ يرد عليه < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ابن هبيرة يريد إياسا على القضاء < / فهرس الموضوعات > شرف التّجويد ؛ ثم إياك أن تعدل بالسلامة شيئا ، فقليل كاف خير لك من كثير غير شاف . وكان جعفر بن يحيى يقول لكتّابه : إن استطعتم أن يكون كلامكم كلَّه مثل التوقيع فافعلوا . وقال ثمامة بن أشرس : لم أرقط أنطق من جعفر بن يحيى بن خالد ، وكان صاحب إيجاز . وكان أبو وائلة إياس بن معاوية - على تقدّمه في البلاغة ، وفضل عقله وعلمه - بالإكثار معيبا ، وإلى التطويل منسوبا ، وقال له عبد اللَّه بن شبرمة : أنا وأنت لا نتفق ، أنت لا تشتهى أن تسكت ، وأنا لا أشتهي أن أسمع . وقيل له : ما فيك عيب إلا كثرة كلامك ، قال : أفتسمعون صوابا أم خطأ ؟ قالوا : بل صوابا ، قال : فالزيادة في الخير خير . قال الجاحظ : وليس كما قال ، بل للكلام غاية ، ولنشاط السامعين نهاية ، وما فضل عن مقدار الاحتمال ، ودعا إلى الاستثقال والكلال ؛ فذلك هو الفضال [1] والهذر والخطل والإسهاب الذي سمعت الخطباء يعيبونه . وذكر الأصمعي أن ابن هبيرة لما أراد إياسا على القضاء قال : إني واللَّه لا أصلح له ، قال : وكيف ذلك ؟ قال : لأنّى دميم حديد ، ولأنى عيىّ ، قال ابن هبيرة : أما الحدّة فإن السّوط يقوّمك ؛ وأما العىّ فقد عبّرت عما تريد ؛ وأما الدّمامة فإني لا أريد أن أحاسن بك . ولم يصفه أحد بالعىّ ، وإنما كان يعاب بالإكثار ، ولكنه أراد المدافعة عن نفسه والحديث ذو شجون [2] .
[1] الفضال ، على وزن كتاب ، المبتذل من قول أو غيره [2] شجون : ضروب