< فهرس الموضوعات > أبو العيناء وقبنة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > فطنة إياس بن معاوية وفوة لسنه < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الفرار من الحديث المملول < / فهرس الموضوعات > قال أبو العيناء ، ذكرت لبعض القيان فعشقتنى على السماع ، فلما رأتني استقبحتنى ، فقلت : < شعر > وشاطرة لما رأتني تنكَّرت وقالت : قبيح أحول ما له جسم فإن تنكرى منى أحولا لا فإنّنى أديب أريب لا عيىّ ولا فدم [1] < / شعر > [ فاتصل بها الشعر ، ] فكتبت إلى : إنّا لم نرد أن نولَّيك ديوان الزمام ! وكان عمر بن عبد العزيز رحمه اللَّه تعالى كتب إلى عدى بن أرطاة [2] : إن قبلك رجلين من مزينة - يعنى بكر بن عبد اللَّه ، وإياس بن معاوية - فولّ أحدهما قضاء البصرة ؛ فأحضرهما ، فقال بكر : واللَّه ما أحسن القضاء ؛ فإن كنت صادقا فما تحلّ توليتى ، وإن كنت كاذبا فذلك أوجب لتركى ، فقال إياس : نكم وقفتموه على شفير جهنّم ، فافتدى منها بيمين يكفرها ، ويستغفر اللَّه تعالى امنها ، فقال له عدىّ : أما إذ اهتديت لها فأنت أحقّ بها ، فولَّاه . ودخل إياس الشام وهو غلام صغير ، فقدّم خصما له إلى بعض القضاة ، وكان الخصم شيخا ، فصال عليه إياس بالكلام ، فقال له القاضي : خفّض عليك فإنه شيخ كبير ، قال : الحقّ أكبر منه ، قال : اسكت ! قال : فمن ينطق بحجّتى ؟ قال : ما أراك تقول حقّا ، قال : لا إله إلا اللَّه ! فدخل القاضي على عبد الملك فأخبره ؛ فقال : اقض حاجته الساعة وأخرجه من الشام لا يفسد أهلها [3] ! وقال أحمد بن الطيب السّرخسى تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندي [4] :
[1] الفدم : العيى عن الكلام [2] عدى بن أرطاة : أمير من أهل دمشق ، ولاه عمر بن عبد العزيز على البصرة سنة 99 فاستمر إلى أن قتله معاوية ابن يزيد سنة 102 . [3] وكانت وفاة إباس سنة 122 [4] كان الكندي فيلسوف العرب في عصره ، وأحد أبناء الملوك من كندة ، نشا في البصرة ، وانتقل إلى بغداد ، وكان من أعرف الناس بالطب والفلسفة والموسيقى والهندسة والفلك . وقد ترجم عدد من كتبه إلى اللاتينية ، وكانت وفاته نحو سنة 260