< فهرس الموضوعات > أقوال في البلاغة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > عمرو بن عبيد < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > [ أقوال في البلاغة ] < / فهرس الموضوعات > [ أقوال في البلاغة ] < فهرس الموضوعات > [ رأي عمرو بن عبيد في البلاغة ] < / فهرس الموضوعات > [ رأي عمرو بن عبيد في البلاغة ] قيل لعمرو بن عبيد : ما البلاغة ؟ قال : ما بلَّغك الجنّة ، وعدل بك عن النار ، وبصّرك مواقع رشدك ، وعواقب غيّك . قال السائل : ليس هذا أريد ، قال : من لم يحسن أن يسكت لم يحسن أن يستمع ، ومن لم يحسن الاستماع لم يحسن القول ، قال : ليس هذا أريد ، قال : قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : « إنّا معشر الأنبياء فينا بكء » أي قلَّة كلام [1] ؛ وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله ، قال السائل : ليس هذا أريد ، قال : كانوا يخافون من فتنة القول ومن سقطات الكلام ما لا يخافون من فتنة السكوت ، وسقطات الصّمت ، قال : ليس هذا أريد ، قال عمرو : يا هذا ؛ فكأنت تريد تحبير اللفظ [2] في حسن الإفهام ، قال : نعم ، قال : إنّك إن أردت تقرير حجّة اللَّه عزّ وجل في عقول المكلَّفين ، وتخفيف المؤونة عن المستمعين ، وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدين ، بالألفاظ المستحسنة في الآذان ، المقبولة في الأذهان ، رغبة في سرعة إجابتهم ، ونفى الشواغل عن قلوبهم ، بالموعظة الحسنة على الكتاب والسنة - كنت قد أوتيت الحكمة وفصل الخطاب ، واستوجبت من اللَّه جزيل الثواب ، فقيل لعبد الكريم بن روح الغفاري : من هذا الَّذى صبر له عمرو هذا الصبر ؟ قال : سألت عن ذلك أبا حفص الشمرى ، فقال : ومن يجترىء عليه هذه الجرأة إلَّا حفص بن سالم ؟ وعمرو بن عبيد بن باب هو رئيس المعتزلة في وقته ، وهو أوّل من تكلَّم على المخلوق ، واعتزل مجلس الحسن البصري ، وهو أول المعتزلة .
[1] وفي الأصل « فينا تلكأ » وهو تحريف [2] تحبير اللفظ : تحسينه ، قالوا : « وكان مهلهل يحبر شعره » - وفي نسخة « تخير » بمعنى الاختيار ( م )