< فهرس الموضوعات > ألفاظ لأهل العصر في ذكر القرآن < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ألفاظ لأهل العصر في ذكر القرآن < / فهرس الموضوعات > ألفاظ لأهل العصر في ذكر القرآن القرآن حبل اللَّه الممدود ، وعهده المعهود ، وظلَّه العميم ، وصراطه المستقيم ، وحجّته الكبرى ، ومحجته الوسطى ، وهو الواضح سبيله ، الراشد دليله ، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ، ومن أعرض عنه ضلّ وهوى ؛ فضائل القرآن لا تستقصى في ألف قرن ، حجة اللَّه وعهده ، ووعيده ووعده ، به يعلم الجاهل ، ويعمل العامل ، ويتنبّه الساهي ، ويتذكَّر اللاهي ، بشير الثواب ، ونذير العقاب ، وشفاء الصدور ، وجلاء الأمور ؛ من فضائله أنه يقرأ دائما ، ويكتب ، ويملى ، ولا يملّ . ما أهون الدنيا على من جعل القرآن [ إمامه ، وتصوّر الموت أمامه ، طوبى لمن جعل القرآن ] مصباح قلبه ، ومفتاح لبّه . من حق القرآن حفظ ترتيبه ، وحسن ترتيله . قال بعض الحكماء : الحكمة موقظة للقلوب من سنة [1] الغفلة ، ومنقذة للبصائر من سكرة الحيرة ، ومحيية لها من موت الجهالة ، ومستخرجة لها من ضيق الضّلالة ؛ والعلم دواء للقلوب العليلة ، ومشحذ للأذهان الكليلة [2] ، ونور في الظلمة ، وأنس في الوحشة ، وصاحب في الوحدة ، وسمير في الخلوة ، ووصلة في المجلس ، ومادّة للعقل ، وتلقيح للفهم ، وناف للعىّ المزرى بأهل الأحساب ، المقصّر بذوي الألباب ؛ أنطق اللَّه سبحانه أهله بالبيان الذي جعله صفة لكلامه في تنزيله ، وأيّد به رسله إيضاحا للمشكلات ، وفصلا بين الشبهات ؛ شرّف به الوضيع ، وأعزّ به الذليل ، وسوّد به المسود ، من تحلَّى بغيره فهو معطَّل ، ومن تعطَّل منه فهو مغفّل ، لا تبليه الأيام ، ولا تخترمه الدهور ، يتجدّد على الابتذال ، ويزكو على الإنفاق ؛ للَّه على ما منّ به على عباده الحمد والشّكر .
[1] السنة - بكسر السين - أول النوم ، ومثله الوسن - بالتحريك ( م ) [2] الكليلة : وصف من الكلال ، وهو الإعياء ، وأراد غير الماضية فيما تبحث ، شبهها بالسكين التي لا تنفذ في ضريبتها ( م )