وفرع شامخ ، ومجد باذخ [1] ، وحسب شادخ . فلان كريم الطرفين ، شريف الجانبين ، قد ركَّب اللَّه دوحته في قرارة المجد ، وغرس نبعته في محل الفضل . أصل شريف ، وعرق كريم ، ومغرس عظيم ، ومغرز صميم . المجد لسان أوصافه ، والشرف نسب أسلافه . نسب فخم ، وشرف ضخم . يستوفى شرف الأرومة [2] بكرم الأبوّة والأمومة ، وشرف الخؤولة والعمومة . ما أتته المحاسن عن كلالة [3] ولا ظفر بالهدى عن ضلالة ، بل تناول المجد كابرا عن كابر ، وأخذ الفخر عن أسرّة ومنابر : < شعر > شرف تنقّل كابرا عن كابر كالرمح أنبوبا على أنوب [4] < / شعر > استقى عرقه من منبع النبوة ، ورضعت شجرته من ثدي الرسالة ، وتهدلت أغصانه عن نبعه الإمامة ، وتبحبحت أطرافه في عرصة الشّرف والسيادة [5] ، وتفقّأت بيضته عن سلالة الطَّهارة [6] ، قد جذب القرآن بضبعه [7] وشقّ الوحي عن بصره وسمعه ، مختار من أكرم المناسب ، منتخب من أشرف العناصر ، مرتضى من أعلى المحاتد [8] ، مؤثر من أعظم العشائر ، قد ورث الشرف جامعا عن جامع ، وشهد له نداء الصوامع ، هو من مضر في سويداء قلبها ، ومن هاشم في سواد طرفها ، ومن الرسالة في مهبط وحيها ، ومن الإمامة في موقف عزّها ، ينزع إلى المحامد بنفس وعرق ، ويحنّ إلى المكارم بوراثة وخلق ؛ يتناسب أصله وفرعه ، ويتناصف نجره وطبعه ، وهو الطيّب أصله وفرعه ، الزّاكى بذره وزرعه ، يجمع
[1] شامخ وباذخ وشاذخ : مترادفات بمعنى عال [2] الأرومة : الأصل . [3] الكلالة : ما عدا الولد والوالد من الأقرباء [4] الأنبوب : القصبة [5] تبحبحت : تمكنت ، والعرصة : الساحة [6] تفقأت : تفتحت [7] جذب بضبعه : نوه به [8] المناسب : جمع منسب ، والعناصر : جمع عنصر ، والمحاتد : جمع محتد ، وكلها بمعنى الأصل ( م )