< شعر > إلى مسرف في الجود لو أنّ حاتما لديه لأضحى حاتم وهو عاذله فلما تأمّلت الطَّلاقة وانثنى إلىّ ببشر آنستنى مخايله [1] دنوت فقبّلت النّدى من يد امرئ جميل محيّاه سباط أنامله [2] صفت مثل ما تصفو المدام خلاله ورقّت كما رقّ النّسيم شمائله < / شعر > ووقعت حرب بالجزيرة بين بنى تغلب ، فتولى الإصلاح بينهم الفتح بن خاقان فقال البحتري فيما تعلَّق بعضه بذكر الهيبة : < شعر > بنى تغلب أعزز علىّ بأن أرى دياركم أمست وليس لها أهل [3] خلت دمنة من ساكنيها وأوحشت مرابع من سنجار يهمى بها الوبل [4] إذا ما التقوا يوم الهياج تحاجزوا وللموت فيما بينهم قسمة عدل كفىّ من الأحياء لاقى كفيّه ومثل من الأقوام زاحفه مثل [5] إذا ما أخ جرّ الرماح انتهى له أخ لا بليد في الطَّعان ولا وغل [6] تخوطهم البيض الرّقاق ، وضمّر عتاق ، وأنساب بها يدرك التّبل [7] بطعن يكبّ الدّارعين دراكه وضرب كما ترغو المخزّمة البزل [8] تجافى أمير المؤمنين عن التي علمتم ، وللجانين في مثلها الثّكل [9] < / شعر >
[1] المخايل : جمع مخيلة ، وهي الدلالة [2] سباط : طوال ، كناية عن الكرم [3] هذه القطعة من قصيدة جيدة طويلة مطلعها : < شعر > ضمان على عينيك أنى لا أسلو وأن فؤادي من جوى بك لا يخلو < / شعر > [4] سنجار : مدينة في نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاثة أيام ، والوبل : المطر الشديد ، ويهمى : ينسكب [5] كفى : نظير ، زاحفه : نازله ، من الزحف . وفي الأصل « راجعه » وهو تحريف [6] الوغل : الضعيف النذل [7] البيض الرقاق : السيوف المرهفة ، والضمر العتاق : الخيول الضامرة الكريمة ، والتبل : الثأر [8] الدارعون : لا بسو الدروع ، ودراكه : تتابعه ، وترغو : تصيح ، والمخزمة : التي وضع في شدقها الخرام ، والبزل : جمع بازل . وهو البعير يبلغ تسع سنين [9] الثكل : الفقد