< شعر > وكانت يد الفتح بن خاقان عندكم يد الغيث عند الأرض أجدبها المحل [1] ولولاه طلَّت بالعقوق دماؤكم فلا قود يعطى الأذلّ ولا عقل [2] تلافيت يا فتح الأراقم بعد ما سقاهم بأوحى سمّه الأرقم الصّلّ [3] وهبت لهم بالسّلم باقي نفوسهم وقد أشرفوا أن يستتمّهم القتل [4] أتاك وفود الشكر يثنون بالَّذى تقدّم من نعماك عندهم قبل فلم أر يوما كان أكثر سؤددا من اليوم ضمّتهم إلى بابك السّبل [5] تراؤك من أقصى السّماط فقصّروا خطاهم ، وقد جازوا السّتور وهم عجل [6] ولمّا قضوا صدر السلام تهافتوا على يد بسّام سجيّته البذل إذا شرعوا في خطبة قطعتهم جلالة طلق الوجه جانبه سهل [7] إذا نكسوا أبصارهم من مهابة ومالوا بلحظ خلت أنهم قبل [8] نصبت لهم طرفا حديدا ، ومنطقا سديدا ، ورأيا مثل ما انتضى النّصل [9] وسلَّت سخيمات الصدور فعالك الكريم ، وأبرا غلَّها قولك الفصل [10] بك التأم الشّعب الذي كان بينهم على حين بعد منه ، واجتمع الشّمل [11] فما برحوا حتى تعاطت أكفّهم قراك ، فلا ضغن لديهم ولا ذحل [12] وجرّوا ذيول العصب تضفو ذيولها عطاء كريم ما تكاءده بخل [13] < / شعر >
[1] المحل : الجدب [2] طلت : هدرت ، والقود : القصاص ، والعقل : الدية [3] أوحى : أسرع ، والسم الوحي : السريع ، والأرقم الصل : الحية التي لا تنفع فيها الرقى [4] شارفوا : قاربوا . وفي الأصل ( اسرفوا ) وهو تحريف [5] السبل : جمع سبيل ، وهو الطريق ، والمراد به الحاجة [6] عجل : جمع أعجل وهو المسرع [7] طلق الوجه : وافر البشر [8] قبل : جمع أقبل ، وهو الذي ينظر بانحراف كأنما ينظر إلى أنفه [9] النصل : السيف [10] السخيمات : جمع سخيمة ، وهي الحقد [11] التأم الشعب : اجتمع [12] القرى بكسر القاف : ما يتناوله الضيفان ، والذحل : الغل [13] تكاءده : منعه وشق عليه ( م )