responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 253


أبى طالب كرّم اللَّه وجهه : قيمة كلّ امرئ ما يحسن . أفتعرف أحدا من الخطباء البلغاء يحسن أن يصف أحدا من خلفاء اللَّه الراشدين المهديين بهذه الصّفة ؟
قلت : لا . قال : فقد أمرت لهما بعشرين ألف دينار ، واجعل العذر مادة بيني وبينهما في الجائزة [ على المعوز ] ؛ فلو لا حقوق الإسلام وأهله لرأيت إعطاءهما ما في بيت مال الخاصة والعامة دون ما يستحقّانه .
وقال الجاحظ : حدّثنى حميد بن عطاء قال : كنت عند الفضل بن سهل ، وعنده رسول ملك الخزر ، وهو يحدّثنا عن أخت لملكهم ، قال : أصابتنا سنة احتدم شواظها علينا بحرّ المصائب ، وصنوف الآفات ؛ ففزع الناس إلى الملك ، فلم يدر ما يجيبهم به ، فقالت أخته : أيها الملك ؛ إن الخوف للَّه خلق لا يخلق جديده ، وسبب لا يمتهن عزيزه ، وهو دالّ الملك على استصلاح رعيّته ، وزاجره عن استفسادها ، وقد فزعت إليك رعيّتك بفضل العجز عن الالتجاء إلى من لا تزيده الإساءة إلى خلقه عزّا ، ولا ينقصه العود بالإحسان إليهم ملكا ، وما أحد أولى بحفظ الوصية من الموصّى ، ولا بركوب الدلالة من الدّال ، ولا بحسن الرعاية من الرّاعى . ولم تزل في نعمة لم تغبرها نقمة ، وفي رضا لم يكدّره سخط ، إلى أن جرى القدر بما عمى عنه البصر ، وذهل عنه الحذر ، فسلب الموهوب ، والواهب هو السالب ؛ فعد إليه بشكر النعم ، وعذبه من فظيع النّقم ، فمتى تنسه ينسك ، ولا تجعلنّ الحياء من التذلل للمعزّ المذل سترا بينك وعين رعيتك ، فتستحق مذموم العاقبة ؛ ولكن مرهم ونفسك بصرف القلوب إلى الإقرار له بكنه القدرة ، وبتذلل الألسن في الدعاء بمحض الشّكر له ؛ فإن الملك ربما عاقب عبده ليرجعه عن سيّئ فعل إلى صالح عمل ، أو ليبعثه على دائب شكر ليحرز به فضل أجر .
فأمرها الملك أن تقوم فيهم فتنذرهم بهذا الكلام ، ففعلت ، فرجع القوم وقد

253

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست