responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 252


< فهرس الموضوعات > أخلاق الملوك < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > [ أخلاق الملوك ] < / فهرس الموضوعات > [ أخلاق الملوك ] قال الجاحظ : حدثني الفضل بن سهل قال : كانت رسل الملوك إذا جاءت بالهدايا يجعل اختلافهم إلىّ ، فتكون المؤامرات فيما معهم من ديواني ، فكنت أسأل رجلا رجلا منهم عن سير ملوكهم ، وأخبار عظمائهم ، فسألت رسول ملك الروم عن سيرة ملكهم ، فقال : بذل عرفه ، وجرّد سيفه ، فاجتمعت عليه القلوب رغبة ورهبة ، لا ينظر جنده ، ولا يحرج رعيّته ؛ سهل النّوال ، حزن النكال ، الرجاء والخوف معقودان في يده .
قلت : فكيف حكمه ؟ فقال : يردّ الظَّلم ، ويردع الظالم ، ويعطى كلّ ذي حق حقّه ؛ فالرعية اثنان : راض ، ومغتبط .
قلت : فكيف هيبتهم له ؟ قال : يتصور في القلوب ، فتغضى له العيون .
قال : فنظر رسول ملك الحبشة إلى إصغائى إليه ، وإقبالى عليه ، فسأل الترجمان : ما الذي يقوله الرومىّ ؟ قال : يذكر ملكهم ، ويصف سيرته ؛ فتكلَّم مع الترجمان بشئ ، فقال لي الترجمان : إنه يقول : إنّ ملكهم ذو أناة عند القدرة ، وذو حلم عند الغضب ، وذو سطوة عند المغالبة ، وذو عقوبة عند الاجترام ، قد كسا رعيّته جميل نعمته ، وخوّفهم عسف نقمته ؛ فهم يتراؤنه رأى الهلال خيالا ، ويخافونه مخافة الموت نكالا ، وسعهم عدله ، وردعتهم سطوته ، فلا تمتهنه مزحة ، ولا تؤمّنه غفله ؛ إذا أعطى أوسع ، وإذا عاقب أوجع ؛ فالناس اثنان : راج وخائف ، فلا الراجي خائب الأمل ، ولا الخائف بعيد الأجل . قلت : فكيف هيبتهم له ؟ قال : لا ترفع إليه العيون أجفانها ، ولا تتبعه الأبصار إنسانها ، كأنّ رعيته قطا رفرفت عليها صقور صوائد .
فحدثت المأمون بهذين الحديثين فقال : كم قيمتهما عندك ؟ قلت : ألفا درهم .
قال : يا فضل ؛ إن قيمتهما عندي أكثر من الخلافة ، أما عرفت قول علىّ بن

252

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست