وكذلك تضمر أنْ جوازاً إذا كانت جملتها معطوفة على اسم محض ، كقوله تعالى : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِه . فوحياً إسمٌ لا يقدر بفعل ، ويُرْسِلَ منصوب بأن المضمرة والتقدير : أو أن يرسل ، وجملة أن والفعل معطوفان على وحياً ، أي وحياً أو إرسالاً . قال الشاعر : < شعر > ولُبْسُ عَبَاءةٍ وَتَقَرَّ عَيني * أحبُّ إليَّ من لُبْسِ الشَّفُوفِ < / شعر > 6 . أنْ الظاهرة وجوباً ، وذلك إذا اقترن الفعل الذي دخلت عليه بلا النافية ، كقوله تعالى : لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ . أو الزائدة كقوله تعالى : لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَئْ . أي ليعلم أهل الكتاب . 7 . أنْ المضمرة وجوباً ، وذلك في خمس موارد : أ . بعد لام الجحود ، وهي المسبوقة بكان الماضة ، كقوله تعالى : وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ . وكذا لو كان المضيُّ في المعنى نحو : لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ . ب . بعد حتى ، كقولك : حتى ترجعَ ، أي حتى أن ترجعَ . بشرط أن يكون مستقبلاً بالنسبة إلى ما قبلها ، كقوله تعالى : لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى . فإن رجوع موسى ( عليه السلام ) مستقبلٌ بالنسبة إلى فعلهم . وقوله تعالى : وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ . فقول الرسول مستقبل بالنسبة إلى زلزالهم .